عـــــــــــــيد مــــــــــيلاد..بقلمي

عيـــد مــــيلاد..
أغمضت عيني بقوة..محاولة يائسة لتذكر الأيام الخوالي وأيام الزمن الجميل..الذي لا نتساءل حين نتذكره عن مدى جماله..أو بالأصح لا نتساءل ..هل كان جميلا أصلا..هو هكذا مرتبط بذاكرتنا بالجمال ..رغم كل ما فيه من عذابات وأحزان..واليوم سيصبح عمري أربعون عاما ..اليوم هو عيد ميلادي..الذي لا أريده أن يأتي فسنون العمر أصبحت تضيف عبئا جديدا..أصبحت شيئا ربما أستحي منه..رغم أنني لم أخطأ بشيء..فلا إرادة لي في السنين والأقدار والزمن..أتذكر تلك الأيام عندما كنت في ربيعي السابع عشر..وأجبت مرة والدي عندما سألني عن عمري ..فقال باستنكار ..يالله كم أصبحت كبيرة ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يعرف عمري اليوم..منذ ذلك الحين أصبحت دوما أخفي عيد ميلادي..كي لا أبدو كبيرة..كنت لا أريد لوالدي أن يعرفا لأظل دوما طفلتهما الصغيرة..رغم ذلك لم أعد كذلك..بل أصبحت (الطفلة) الوحيدة التي تختلي بنفسها كل يوم لتتذكر الجراح والآهات..لتتذكر حظها وأحلامها المحطمة..
[size=25]أتحسس وجهي في المرآة..ازدادت التجاعيد حول فمي حدة..أو هكذا هي تبدو في عيد ميلادي ..أتحسس وجهي أكثر علي أمسك باليد التي كانت تتحسسه في الماضي...يد ناعمة لطفلة في السابعة..ويد غضة لفتاة في السابعة عشرة.,علي أمسك بها لتعيدني في الزمن إلى الوراء..إلى أيام ربما عرفت فيها شيئا من سعادة..
ألملم شتاتي ..لأذهب للشرفة فالذكريات تمسكني بخناقها..تحيلني أسيرة لها..هو الخريف يضفي على الأجواء مذاقا حزينا..هو الخريف..خريف الفراق والبرد..خريف شفافية الأرواح الضائعة..الباحثة عن مأوى وسط الحطام..
أحتاج..أحتاج لحنان ضائع..لبسمة مختفية..أحتاج لفهم..وسمع..أحتاج لحلم فهل كبرت اليوم على الاحتياج..؟ هل كبرت على الحنان..؟ هل سراديب العمر تقوينا..أم تجعلنا أكثر هشاشة وضعفا؟...آآه..أحاول ضبط دموعي فاليوم لا يجب أن أبكي..اليوم هو عيد ميلادي ويجب أن أتظاهر بالفرح لنفسي..مع علمي أن لا أحد يتذكر هذا اليوم إلا نفسي..
لكم مر علي من أحداث..بعضها فرح حد الجنون..وبعضها حزين حد الجنون أيضا..كنت أحسب أن العمر يعيننا على فهم متناقضات الحياة..فوجدته يعيننا على تجاوزها فقط لا غير..ببعض العبر والكثير من الدموع..وها أنا اليوم..بعد أن أجبرت نفسي على نسيان كل الأحلام الغضة..ها أنا اليوم أحاول التكيف والنسيان..وكيف تنسى الأحلام؟...

تبدو الأيام خادعة حين نقارنها بالذكريات..ما يتبقى لنا إلا القليل,,وما مر علينا كثير..أتساءل في نفسي..هل حرصنا في ذلك الحين على صنع ذكرياتنا ..هل حرصنا على تعطيرها لتبقى,,وهل كل الذكريات عطرة؟ أتساءل دوما فلا أجد إجابات على أسئلتي..اعتدت ذلك..لأني أؤمن ان هناك أسئلة بلا أجوبة..وهناك أسئلة لا تجاوز جدار الهمس في داخلي..لأنني اعتدت على أن لا أحد قد يفهم تساؤلاتي..وأن لا أحد سيعيرها اهتماما..فما زلت رغم عمري أحمل لقب (هي)..
خريف العمر هو..والطفولة ما زالت تسكنني رغم كل شيء..رغم أرقام العمر الكاذب..رغم ما مر بي..رغما عنهم جميعا..فلقد آمنت دوما أن الأيام تحمل الأمل..مهما زادت أرقام العمر..وكل عام وأنا بخير..وبأمل يحمل رغم كل شيء..ريح الطفولة..

:jazakaa:
:ta7iyati:
BOTSHY

:lbasmala:
:jazakaa:
:ta7iyati:
:kiss:
king