botshy عضو مميز
عدد الرسائل : 185 تاريخ التسجيل : 14/05/2008
| موضوع: القانون و العولمة (الجزء الثاني) الأربعاء يونيو 11, 2008 3:13 am | |
| إن العولمة –في نظر غوميت- مازالت غير واضحة "المعالم" لا من حيث تحديد المفهوم (Conceptually) ولا من حيث اختبارها على الواقع (Empirically) لذا يحذر من المبالغة بأهمية هذه الظاهرة، كظاهرة تلغي التمايز القومي إلغاء تاما. لصالح الشركات المتعدية الجنسيات التي تقف خلف القوى الكبرى والمنظمات الدولية كمنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي..
كما تشارك المنظمات غير الحكومية والحركات الدينية في عملية التدويل هذه، وتوسع أعمالها على حساب المنظمات الحكومية مع عودة التوترات المرافقة لتدفقات المهاجرين (..)
ومهما تكن العمليات الجارية في مسرح العلاقات الدولية المعاصرة والمفاهيم التي تحاول الإطاحة بها فإنه لا فرق –حسب أستاذ علم الاجتماع الكندي "شارل هالاري" (Charles Halary)-بين تسميتها بمصطلحات "العولمة" (La Mondialisation) أو "علاقات ما بين القوميات" (R.Internationales) أو الكوكبية" ("La Globalisation) لأنها مصطلحات تفسر نفس الظاهرة .
وكذلك وصفت العلاقات الدولية المتجهة نحو التوحد أو العولمة بالأساليب القسرية، القهرية بمفهوم "الإمبريالية" و"الاستعمار الجديد"، بأشكالها "المرنة" المختلفة: التجارية، الثقافية، المعلوماتية..
يرى "مسعود ضاهر" أن "نظرية العولمة ليست سوى الوجه الآخر للهيمنة الإمبريالية على العالم تحت الزعامة المنفردة [للولايات المتحدة الأمريكية] (..)" "فقد تغير وجه الرأسمالية.."، "إنه منطق العلاقات اللامتكافئة بين المجتمعات الصناعية (مهما كانت الإيديولوجيا التي تعتنقها) والمجتمعات غير الصناعية (..) فالوقائع تؤكد أن القوى الاقتصادية تسرف بطريقة أو بأخرى في استخدام سلطتها التفاوضية عندما تتعامل مع الأمم الأقل قوة.. ويأتي الدور المهيمن للشركات الأجنبية على جزء كبير من إنتاج الدول السائرة في طريق النمو، بينما مركز قرارها يتواجد في بلدانها الأصلية، وهي نادرا ما تأخذ في اعتبارها مصلحة الدولة المضيفة، مع الإبقاء على حالة التخصص ضمن قواعد التقسيم الدولي للعمل في منتوجات وحيدة نقدية تتحكم في أسعارها الدول الاستعمارية سابقا" .
ورغم التراجع الواسع لاستخدام مفهوم "الإمبريالية" بعد نهاية الحرب الباردة، حيث كان يعبر عن ممارسة أوروبية قبل الحرب العالمية الأولى، وتحول إلى التعبير عن ممارسة سوفياتية وأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية... إلا أن المفهوم أخذ في الظهور من جديد، في الأدبيات السياسية الغربية في ظل العولمة والسباق للهيمنة على الطرق السريعة للمعلومات وعلى أسواقها في أفق بناء مجتمع المعلومات القادم خلال القرن الجديد. وهو ما يجعل الإمبريالية تجدد أثوابها من جديد: فالمفكر الأمريكي "دافيد روتكوف" (David Rothkopf) يستخدم في دراسة صدرت له بمجلة "سياسة خارجية" بعنوان: "في مديح الإمبريالية الثقافية" –دون حرج- الكلمة الطابوه: "الإمبريالية"... قائلا: "إن الهدف الرئيسي لأمريكا من سياسة خارجية في عصر المعلومات، أن تربح معركة التدفقات العالمية للمعلومات بالسيطرة على الموجات، كما سيطرت بريطانيا العظمى على عرش البحار في الماضي."
وبنفس المنطق والتعبير يقول: "إرفينغ كريستول" (Irving Kristol): "سوف يعي الشعب الأمريكي [أنه قد أصبح] أمة إمبريالية كواقع".. "إن هذا قد حصل –يقول- لأن العالم أراد حصول ذلك". (!!!) وهو ما يسميه البعض بالأمركة أو عولمة أمريكا.
ومن ذلك أن الغرب؛ غرب إمبريالي، مهيمن؛ غرب استعماري، قديما وحديثا، كما يذكر الجابري. وإن "إمبرياليته" و"استعماريته" نتاج طبيعي، أو مكون عضوي، من مكونات التكوين الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، الثقافي للعالم الغربي عبر التاريخيين الحديث والمعاصر.
(..) إن الإمبريالية ليست مجرد "نزوع" للغرب، نزوع عارض، منفصل عن بنية حياته في التاريخ، وإنما هو تمثيل متبلور و"تام" للرأسمالية في الداخل والخارج (..)"، إنه نزوع مستمر نحو الشمولية والاستبداد العالمي أو الدولي."
وأخيرا، إن القاسم المشترك بين مفاهيم: الإمبريالية، ما فوق القوميات، العولمة، الكوكبية، هو "السوق الحرة" أو كما سماها سمير أمين بـ: "عهد السوق"؛ أو ما يسميه روجي غارودي بـ: "وحدانية السوق".. أما الأسماء والمصطلحات التي تسوقها الأوساط الأكاديمية والسياسية والإعلامية الغربية، فهي –في بعض معانيها- محض تمويه وخداع وتضليل وأدلة وتوظيف دعائي، سياسي، تكتيكي للمفهوم.
خلاصة القول؛ هناك شبه إجماع معرفي على ان مفهوم "العولمة" حديث الظهور تاريخيا، ولكن في واقع سيرورة التاريخ الإنساني، مسار العولمة يرجع إلى العصر الحجري، الزراعي، وصولا إلى هذا العصر عصر الثورة الصناعية الثالثة . على اعتبار الظاهرة تطورا طبيعيا للحضارة، حسب برهان غليون. وإنما تختلف العولمة الجديدة عن القديمة بتقنياتها ووتائر حركيتها في مختلف الفضاءات المحلية والإقليمية والعالمية.. إنها –حسب "زكي العايدي"- حركة مطردة، تتخللها فظائع مثل الحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية لسنة 1929م والحرب العالمية الثانية...، مع "استثناء مجتمعات محدودة العدد، تركها العالم (الرأسمالي) في عزلة، أو فضلت هي أن تعزل نفسها عن العالم لسبب أو لآخر، كما حدث للاتحاد السوفياتي مثلا في العقود الثلاثة الأولى لثورة تشرين الأول/أكتوبر، أو الصين في الخمسينيات والستينيات أو اليمن حتى منتصف هذا القرن". وقد عرفت العولمة الحديثة أوج توسعها منذ منتصف الثمانينيات والتسعينيات بعد ظهور الدول الصناعية الجديدة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وإفريقيا، إثر تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية (أزمة المديونية، انهيار أسعار المواد الأولية..) وانهيار المنظومة الاشتراكية وتنامي دور الشركات المتعددة الجنسيات وبداية انتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال الجديدة.
إن الجديد في العولمة أيضا –حسب "زكي العايدي"- هو ظواهر: الاستعجالية (l'urgence) والتسارع (l'accélération) والآنية (l'instantanité).. إذ، لأول مرة في تاريخ العالم، يعاد النظر في العلاقة بالزمان والمكان بهذه الجذرية، بحيث لا توجد نظرة محددة عن المستقبل، مع انقطاع المجتمعات البشرية عن الماضي وانحصار اهتمامها بالوقت العالمي الحقيقي (الحاضر/الآني). وكذا تقلص الفضاء العالمي أدى إلى تقلص آفاقنا.
و هنالك ما يسمى بالمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) الذي يعتبره البعض "حكومة عالمية" غير معلنة رسميا، أنشئ سنة 1971م بسويسرا. يضم حوالي ألفين مشارك (ة). مكون من رجال أعمال وعلماء وسياسيين وصحافيين كبار. تحت تأثير النفوذ الأمريكي بالخصوص. وبمناسبة مؤتمر جانفي 1997م أنشأ شبكة (welcom) الإلكترونية الخاصة بهم، وهي محظورة على غير الأعضاء فلا يزورها زوار الأنترنت وهي بمثابة الهياكل القاعدية لحكومة عالمية –يقول برينو قيوساني- للتحرك في الوقت الحقيقي. السيد هانس جورج شوارب من مسؤولي المنتدى يقول: "تصوروا تغيرا في الأغلبية الحاكمة في تركيا فجأة، نستطيع التحرك في الزمن الحقيقي بتنظيم اجتماعات افتراضية عبر ("welcom) بين الوزير الأول وإدارته الجديدة والمستثمرين الأجانب (..) إننا نتهم بأننا نريد إنشاء حكومة عالمية ولكننا لسنا سوى مسهلين للحوار بين السياسيين والعلميين ورجال الأعمال (يتابع ) :byano: | |
|
amin_esta عضو مميز
عدد الرسائل : 305 العمر : 28 تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: رد: القانون و العولمة (الجزء الثاني) الإثنين يونيو 16, 2008 5:35 pm | |
| مشكورة أختي على الجزء التاني | |
|
issam_titanic صاحب الموقع
عدد الرسائل : 225 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: رد: القانون و العولمة (الجزء الثاني) الإثنين يونيو 16, 2008 7:27 pm | |
| مشكورة على الإفادة أختي تحياتي في انتظار الجديد | |
|