السياسة
مبدأ التجمع فيما يتعلق بسياسة الأمور التي يجب تطبيقها بين الناس هو مبدأ المشاركة المطلقة . فالأرض أرض {الله}. والأمر {لله} من قبل ومن بعد. والخلق جميعهم عبيدا {لله}. وعليه فإن الحاكمية كلها للناس أجمعين. وهي يجب أن تكون لهم جميعاً في مشاركة مطلقة و بحقوق متساوية.
القانون السياسي
1- جميع الأفراد وبصرف النظر عن الجنس، العقيدة، اللون، العرق واللغة متساوون مساواة مطلقة في الحقوق والواجبات.
2- لكل فرد الحق المطلق في اعتناق ما يشاء من عقيدة وبحرية مطلقة من جميع قيود التوبيخ, التعنيف أو القهر والإرهاب.
3- لا يحق لأي إنسان منفرداً أو مشتركاً مع أفراد جماعة، أن يستحوذ عنوة على أي منصب من مناصب السلطة. فالحكم ملك للجميع يشتركون فيه مشاركة متساوية مساواة مطلقة. وبما أنه وبطبيعة الحال، لا يكون جميع الناس حكّاماً، فالحاكم، وعلى جميع مستويات السلطة، يتم اختياره بالانتخاب الحر المباشر في دوائر انتخابية سكانية بحتة، لا حزبية ولا فئوية عرقية ولا نقابية مهنية.
4- كل فرد من ذكر أو أنثى بلغ الثامنة عشر من العمر يكون له حق الانتخاب والمشاركة الحرة المطلقة في اختيار ممثل الجماعة في مناصب السلطة الإدارية.
5- تكون دوائر السلطة الإدارية منفتحة على بعضها في سلم سباعي لولبي على النحو الآتي:-( أ ) الحي ( ب ) القرية ( ج ) المدينة ( د ) الولاية
( هـ) القطر ( و ) القارة ( ز ) المركزية العالمية
6- تعتبر جميع وظائف السلطة الإدارية ابتداء من مجلس الحي وإلى الحكومة العالمية المركزية, وظائف تكليف وليس بأي حال من الأحوال وظائف تشريف. ولا يحق لأي كان أن يتمتع بحصانة تجنبه المساءلة، إلا حصانة يكتسبها بحسن خلق وتفاني وإخلاص في خدمة الجماعة التي اختارته وأولته ثقتها لرعاية مصالحها العامة.
7- لكل فرد من ذكر وأنثى الحرية الكاملة في التعبير عن الرأي الخاص في جميع مجريات الحياة. هذه الحرية مقيدة بحدود حريات الآخرين. و كسر هذا القيد يعتبر جناية يعاقب عليها القانون مهما كانت درجة التجني فيها ابتداء من نظرة استهزاء، نظرة تهديد وترهيب، كلمة أو عبارة سب وتجريح.
العدالة الاجتماعية
لا يتحقق العدل الاجتماعي إلا بعد التحرر المطلق من قيود عبودية القهر الاقتصادي والإرهاب السياسي, ومن ثم التطبيق المطلق لقوانين الحرية الاقتصادية والحرية السياسية . فالاقتصاد والسياسة هما جناحي براق الحياة الكريمة المبرأة من العبودية لغير {الله} الحي القيوم القاهر فوق العباد.
القوانين الاجتماعية
الحقوق العامة:
1- { الصحة }
يحق لكل فرد رعاية صحية إجبارية وبلا مقابل. ويشمل ذلك التشخيص والتنويم ألسريري مع التغذية بالمستشفيات وكافة الأدوية والعلاجات بما في ذلك من أطراف صناعية وأجهزة طبية آلية أو إلكترونية وجميع ما يمكّن الفرد من مواصلة الحياة الكريمة.
2- { التعليم }
يحق لكل فرد تعليماً إلى أقصى المراحل بلا مقابل.
ويكون إجبارياً حتى إكمال مرحلة التعليم الأساسي العام وهو ما دون التعليم الجامعي التخصصي. وتنص هذه المادة بأن كل من يحول دون تعليم أي فرد بصورة مباشرة أو غير مباشرة يعتبر مرتكباً جريمة من الدرجة الأولى وتوقع عليه أقصى العقوبات.
الحدود الخاصة :
{1} الزواج:
الرجل والمرأة هما القطبين المكونين لوحدة التكوين الاجتماعي. الرجل هو القطب الموجب والمرأة هي القطب السالب. وبتزاوج القطبين تنبثق الحياة في استمرارية مطلقة نهايتها عند {الله} خالق كل شيء وهو الواحد القهار. وبناء عليه تنص هذه المادة الأولى في القانون الاجتماعي على الآتي :-
بما أن المرأة فرد في المجتمع له كامل الحقوق وعليه كامل الواجبات التي على الرجل وعليه فإنه في مجتمع تساوى فيه عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني بعدد النساء البالغات سن الزواج القانوني يعتبر تعدد الزوجات ممنوع منعاً باتاً وقطعياً.
1/1- استثناءات:-
عندما تختل نسبة التكافؤ في الأعداد يكون النظر في مسألة التعدد.
ففي المجتمع الذي كفل للفرد من ذكر وأنثى كامل الحقوق الثلاثة:
( أ ) الحرية الفكرية .
( ب ) الحرية الاقتصادية .
(ج ) الحرية الاجتماعية .
فإنه من حق كل فرد { رجل أو إمرأة } أن يتزوج إذ ما بلغ سن الزواج القانوني.
وسن الزواج القانوني للرجال هو واحد وعشرين سنة .
وسن الزواج القـانـوني للنساء هو ثمانية عشر سنة .
* الإحصاء الاجتماعي :
تقوم وزارة الشئون الاجتماعية بعمل إحصاء دوري يتم كل ثلاث سنوات وذلك بغرض حصر عدد الأفراد البالغين سن الزواج القانوني ومن ثم تعلن النتائج على الملأ وتوثق بذلك شهادة ترفع إلى المجلس التشريعي بالبلاد.وبناء على نتائج الإحصاء يقوم المجلس التشريعي بتعديل القانون الاجتماعي باب تعدد الزوجات إن وُجد أن عدد الأفراد البالغين سن الزواج القانوني من النساء يفوق عدد الأفراد البالغين سن الزواج القانوني من الرجال بالنسبة المطلقة ( 101% ).
ويعلن ذلك مؤشراً استثنائياً للتصريح بالتعدد لزوجتين مقابل زوج واحد . ويستمر سريان هذا الاستثناء إلى مدة الثلاث سنوات، المدة المقررة لإجراء الإحصاء الاجتماعي التالي وبناء عليه تعلن هيئة الإحصاء الاجتماعي قرار استمرار العمل بالتعديل السابق أو إجراء تعديل جديد.
فإن قالت نتائج الإحصاء بأن نسبة عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني إلى عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني أصبح ( 201 % ) يصدر التصريح من المجلس التشريعي للسماح بالتعدد لثلاث.
ويصرح السماح بالتعدد لأربع إن بلغت النسبة ( 301 % ).
ويعتبر التعدد لأربع هو أبعد الحدود الاضطرارية لتعدد الزوجات.
تحفٌّظ: لا يكون أبداً تعدد للزوجات إلا بعد المشاورة والقبول والرضاء التام من جانب الزوجة الأولى أو الزوجتين السابقتين أو الزوجات الثلاث السابقات.
هنا تتساءل النساء وماذا لو حدث العكس في ذلك ؟ بمعنى أن نسبة عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني تجاوزت عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني ؟ أليس من الطبيعي أن يسمح لامرأة واحدة أن تتزوج بأكثر من رجل واحد؟!
الجواب :-
أولاً : أن يزيد العدد المطلق من الرجال على العدد المطلق من النساء في الظروف الطبيعية، ذلك ليس وارد على الإطلاق . السبب في ذلك في غاية البساطة الفطرية. معلوم أن الذكر قطب موجب. وأن الأنثى قطب سالب. وذلك بفطرت إنشاء الخلق. والحياة على إطلاقها مفطورة من الماء.
{ أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما
وجعلنا من الماء كل شيء حيّ أفلا يؤمنون }
[30 الأنبياء]
فإذا نظرنا إلى جزيء الماء نجد أنه مكون من قطب واحد بطاقة موجبة يزاوج قطبين بطاقة سالبة. ( H2O ) ذرة أكسجين واحدة تزاوج ذرتين من الهيدروجين.والحياة في تطورها تعتمد الانقسام آلية للنمو والتكاثر. وهي في تكاثرها تحافظ باستمرار على نسبة عدد عناصر تكوينها.
انظر إلى الجنين وهو يتكون في الرحم مبتدئا من نطفة تنمو بالانقسام: واحدة تنقسم إلى اثنين فأربع فثمانية وهكذا تسير الحياة في الرحم إلى أن يولد المولود.
{ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين *
ثمّ جعلناه نطفة في قرار مكين *
ثمّ خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة
فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما
ثمّ أنشأناه خلقاً آخر
فتبارك الله أحسن الخالقين }
[14 المؤمنون]
ثانياً : أن الفعل دائماً هو فعل واحد . وأن رد الفعل يحتمل أن يكون رد واحد كما يحتمل أن تكون له توابع متعددة الوجوه. فالذكر بالفطرة هو القطب الفاعل، والأنثى بالفطرة هي القطب المنفعل.
ومن خصائص فطرت التكوين يمكن للقطب الموجب الواحد أن يستوعب في مداره عدة أقطاب سالبة وذلك بناء على خاصية التجاذب بين الموجب والسالب. ولا يمكن لقطبين موجبين أن يجتمعا في مدار واحد بفطرت خاصية التنافر بين الأقطاب الموجبة.
ثالثاً : طبيعة التكوين الاجتماعي الإنساني هو أن ينتسب الولد لأبيه فيقال فلان بن فلان وليس فلان بن فلانة . فإن تزوجت المرأة برجلين اختلطت الأنساب واختل توازن البيئة الاجتماعية الإنسانية فتحولت إلى بيئة حيوانية.
وبناء على ما تقدم ولمعالجة اختلال التوازن الاجتماعي حين تزيد نسبة عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني (21 سنة ) فتتجاوز عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني ( 18 سنة ) ينص الدستور على الآتي:
* في حال أن عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني (21 سنة) تجاوز عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني(18 سنة) يرفع السن المقرر لزواج الرجال إلى الحد الذي يساوي بين عدد الطرفين.
1- لا يحق لأي رجل و إمرأة أن يتزوجا سراً. فإن من أول شروط التزاوج هو الإعلان.
2- شروط إبرام عقد الزواج :-
أ – خلو المحل : بمعنى أن نسبة المرأة للرجل لا تقع تحت طائلة المادة الخامسة
( المحرمات من النساء ).
ب- القبول : لا يتزوج رجل وإمرأة غيابياً . ولا يتزوجا إلا من بعد التقائهما وقبول كل منهما للآخر.
ج- الإعلان : لا يصح عقد الزواج إلا بحضور الزوجين وبحضور جماعة من الناس وبحد أدنى اثنين يكونان شاهدين ويتم إثبات ذلك بالتوقيع على وثيقة عقد الزواج كالآتي:
1- الزوجان المتعاقدان على الزواج أو من يوكلان توكيلا كتابياً موثقاً من جهات الاختصاص القانونية.
( محاكم العدل الاجتماعية) بالأحياء.
2- الشاهدان العدلان ويعتمدان بأوراق الإثبات المعتمدة.
د- المهر : لا يعتبر المهر العيني شرط صحة لعقد الزواج :
( إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )
هذا هو المهر الحقيقي المطلوب أن يقدمه كل من أراد الزواج إلى المرأة التي يحب أن تصاحبه على دروب الحياة الدنيا الشائكة.
ولقد زوج النبي محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, إمرأة لرجل بما كان معه من آيات من القرآن العظيم.
وعليه فإنه لا مهر عيني يدفع عند الزواج حسب القانون الدستوري.
{2} الطلاق:
تقوم علاقة الارتباط بين الزوجين بنسبة متكافئة. ولكل منهما الحق المطلق في فض هذا التعاقد متى ما رأى عدم إمكانية الاستمرار. ولا يكون الانفصال بمجرد إلقاء كلمة الطلاق من أي من الطرفين, وإنما يكون ذلك باللجوء إلى محاكم العدل الاجتماعي المتوفرة في كل حي من الأحياء السكنية. وقضاتها من حكماء الحي المتعايشون مع أهل الحي معايشة لصيقة. ولا يحكم قاضياً واحداً في أي قضية تتعلق بفض العلاقة بين زوجين, وإنما يكون الحكم لقاضيين على أقل تقدير. ولا يقع الحكم إلا بعد المحاولة الجادة والنيّة الخالصة في الإصلاح بين طرفي النزاع.
{3} كفالة الأبناء
كفالة الأبناء عند انفصال الأبوين تكون للأم إلى حين يبلغ المولود سن الثامنة عشر. وذلك ما لم يثبت ثبوتاً قاطعاً عدم أهليتها. والحكم في ذلك يكون لمحكمة العدل الاجتماعي. وللأب الحق في معايشة أبنائه دون المساس بخصوصية الأم. وذلك لأن الأبناء بضع من الأبوين مجتمعين. ولعل في السماح للأب بمعايشة الأبناء فرصة جيدة لعودة الأبوين للاجتماع مجدداً داخل حظيرة الأسرة.
{4} الرضاعة
لكل فرد مولود حق الرضاعة من ثدي الأم التي حملته ثم وضعته. وكل أم تمتنع عن أن ترضع وليدها لحولين كاملين تعتبر مرتكبة جريمة من الدرجة الأولى. وتكون معالجة ذلك تدرجاً : -
(أ) الإرشاد والتوعية (ب) لفت النظر (ج) الإنذار المكتوب (د) الحرمان من حقوق الأمومة .
ولا يتعدى كل ذلك مدة سبعة أيام. ومن ثم يحوّل المولود إلى مرضعة أخرى ترضعه لحولين كاملين ويكون أجرها بمقدار حق الأم الوالدة مضافاً إليه نسبة حق المولود من الحد الأدنى في المعاش المقرر دستورياً.
وبعد الحولين يعاد المولود إلى أمه التي ولدته بكامل حقوق الاثنين معاً. ويكون من حق الأم الوالدة معايشة وليدها دون المساس بخصوصية المرضعة, فلعل ذلك يبعث غريزة الأمومة فيها فتسترد وليدها لترضعه من صدرها. فإن حدث ذلك تعاد إليها كامل الحقوق مع وضعها تحت المراقبة اليومية لسبعة أشهر متتالية.وتكون جميع هذه الإجراءات تحت إشراف محكمة العدل الاجتماعي بالحي بواسطة العدد المناسب من مشرفي العدل الاجتماعي, وهم من السيدات الأمهات ممن تجاوزت أعمارهن الأربعين سنة.
{5} المحرمات من النساء :-
{ حُرّمت عليكم
1- أمهاتكم
2- وبناتكم
3- وأخواتكم
4- وعماتكم
5-وخالاتكم
6- وبنات الأخ
7- وبنات الأخت
8- وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم
9- وأخواتكم من الرّضاعة
10- وأمهات نسائكم
11- وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن
فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم
12- وحلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم
13- وأن تجمعوا بين الأختين إلاّ ما قد سلف
إنّ الله كان غفوراً رحيما }
14- والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم
وأحل لكم ما وراء ذالكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليماً حكيما}
[24 النساء]
معضلات المرأة بين حالة الوضع السالف المنقول
وحالة الوضع الحاضر المعقول:
فيما يلي نورد بعضاً من المنقول مما قيل عن المرأة قولاً لا ننكره ولا نستهين به ولا نشكك فيه.وإنما نحاول أن نعقله في إطاره المنقول حتى نفهمه فهماً لا يتعارض مع الوضع الحاضر المعاصر لمكانة المرأة المساوية لمكانة الرجل في مجتمع اليوم.
ونرجو أن ننبه إلى أن الوضع السالف للإنسانية جمعاء كان يعترك في إطار دولة الرجال.فالرجل كان هو الكل في الكل.هو المالك المسيطر على كل شيء بما في ذلك النساء.
أما الوضع الحاضر المعاصر للإنسانية جمعاء فهو يعترك اليوم في إطار دولة النظام الدستوري. وتحت مظلة النظام التي تقوم على الحقوق الأساسية الإنسانية يتساوى الرجال فيها مع النساء.
قوامة الرجال على النساء مرحلية :
قال رب العزة والجلال الحكيم العليم:
* الرجال قوّامون على النساء
بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم
[34 النساء]
القوامة مقيدة.وهي مقيدة بسببين:
أ- السبب الأول هو: التفضيل:
هذا التفضيل كان ولا يزال ولن ينفك قائماً طال ما أن المرأة تعتمد في تقلبها واعتراكها داخل حظيرة المجتمع المدني على شخصية الأنثى.ولكي تتحرر المرأة من هذا القيد يجب عليها أن ترتفع بقامتها إلى مستوى شخصية الإنسان.هذا في معترك دولة النظام الدستوري الذي يساوي بين الجنسين مساواة مطلقة.
ولعل أن أول ما يجب على المرأة فعله هو الامتناع القاطع الجازم عن عرض جسدها في سوق الدعاية والإعلان.فإنها إن لم تفعل ذلك فهي والسلعة التي يُعلن عنها سواء.
ثم عن عرض جسدها في سوق الفن.وخاصة على مسارح الرقص والغناء المنفرد، ومثال ذلك الرقص الشرقي الذي يُرقص وغلالة بدلة الرقص لا تكاد تستر شيئاً من الجسد.
أما في طبيعة وفطرت خلق الزوجين من ذكر وأنثى، فإن للرجل درجة علي المرأة. و ستظل قوامة الرجال على النساء بهذا المفهوم إلى أن يرث {الله} الأرض ومن عليها.
ب-السبب الثاني هو: الإنفاق:
وهذا القيد بدأت تباشير التخلص منه عندما بدأت بعض المجتمعات الإنسانية تثور على أنظمة الإقطاع القمعية والملكية الدكتاتورية.وفي عهدنا الحاضر المعاصر نجد كثيراً من النساء العالمات العاملات المستقلات اقتصاديا.وسيتم التخلص من هذا القيد بصورة نهائية حاسمة عند قيام دولة الإنسان التي تطبّق دستور الإنسان المعاصر.
وبناء على ما تقدم يمكن أن نتطرق لمسألة الزوج المناسب للمرأة.
من هو الزوج المناسب للمرأة الإنسان:
المرأة تتزوج في الأوضاع الطبيعية برجل يكبرها سناً. و الصورة المثلي حسب تطلعات روح دستور الإنسان المعاصر، هي ألا يكون الفرق بين عمريهما أكثر من ثلاث سنوات.هذا لكي يقوم البناء الاجتماعي على الركائز السليمة والمضمونة لاستمرارية الحياة الزوجية على نسق عادل وموزون.
هذا وقد تتزوج المرأة بمن هو أصغر منها سناً.ويكون الوضع طبيعيّاً ومثاليّاً في حالة واحدة فقط. و هي أن يكون مستوى الرجل علماً ومعرفة وديناً أرفع درجة من مستوى المرأة في العلم والمعرفة والدين.و إلا فسوف يقوم البناء على اختلال في الوزن و وهشاشة في التناسق لحياة أسرية غير مضمونة العواقب.
درجة الرجل على المرأة في فطرت الخلق
وليس على مدرج الحياة:
قال رب العزة والجلال:
{ ولهنّ مثل الّذي عليهن بالمعروف
وللرجال عليهن درجة
والله عزيز حكيم }
[228 البقرة]
الحديث عن الرجل والمرأة هو الخوض في تفاصيل أبجديات فطرت بداية الحياة التي ما كان بروزها إلى قيد المحسوس إلا على تنزل الواحد لاثنين.وهما ما أطلق عليه ( ذكر وأنثى ) في مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحياة عبر الزمن.
الشاهد أن بداية التكوين الذري للوجود كان قطب بطاقة سالبة ( جاذبة ) تركزت أحاط بها قطب بطاقة موجبة ( مندفعة )يدور حولها بلا فكاك وذلك لفطرت التجاذب بين السالب والموجب.ونتيجة للاحتكاك بين هذين القطبين بدأ تطور الحياة الذي اعتمد الانقسام على ازدواجية مطاعفة: اثنين لأربعة لثمانية لستة عشر0000 وهكذا.
من هنا جاءت درجة الرجال على النساء.وهي مقدار درجة المتحرّك على الثابت. درجة الموجب على السالب. درجة المندفع على الجاذب.وهي لدى التدقيق الحيوي هي زيادة كمية الهرمون النشط على كمية الهرمون الخامل عند الذكر والعكس صحيح.وذلك أننا نجد أن كمية الهرمونات الخاملة تزيد على الهرمونات النشطة عند الأنثى.
في علوم الأحياء الحديثة يسمونها هرمون ذكورة وهرمون أنوثة اصطلاحاً.أما علمياً فهي: هرمون نشط(موجب) وهرمون خامل ( سالب )ولعل أن هذا هو السبب في بروز الأعضاء التناسلية عند الذكر إلى الخارج بينما انجذبت أعضاء الأنثى التناسلية إلى الداخل.
قوامة الرجال على النساء قامت بفطرت الخلقِ
فالتثني طرف مشعٌّ وطرفٌ منير
كما في الكهرباء
قطبٌ موجب مشعٌّ
يمثل ذكراً جوالاً بصوت الزئير
وقطب سالب بطاقة جذبٍ
يمثل أنثى بجيدٍ مرصع وعطفٍ حرير
الرباط عقد التجاذب حنين المثنى
برتق يعود لمفرد بعين غرير
كذاك السماء قطب موجب
تشعُّ عطاء
كما الرجل يعطي ولا يستشير
والأرض قطب سالب كأنثى
تتوق عناق السماء و تأخذ كثير
و القوامة عند التناهي ليست بقهرٍ
بل بدرجة عطاء المحب المشعّ
لمحبوب منير
بكل قطب خصائص الآخر
كفرد تكامل ليسأل وحيداً أمام القدير
وفي كل فردٍ سبع مثاني
سماوات سبعة
وسبع أراضي بهن تنير
لكمال التقاء الأرض أسباب السماء
عرس الصلاة بالوقت البكير
سبعةٌ تزاوج سبعاً عند السجود
ويرتقُ فتقٌ بعد السجود الأخير
وعلى ما تقدم المرأة أرض المعاد
والرجل يجيء بالوعد بشير
فلا الرجل يسيطر ولا المرأة تخضع
بل هو التجاذب بأمر البصير الخبير
ما جاء الرجل لينقض
بل يجيء ليُشْكِر ضرع أوراق العبير
ومنه المرأة جاءت توثق غزلاً
توقّيه من حر سموم الهجير
هو ذا ميثاق {الله} أوثقهم به
عروة تجاذب فطرت الحي البصير
الرجل يظل ر رئيساً وفق دستور الفطرة
والمرأة تكون للرئيس وزير
كيف أن صوت المرأة عوره؟
من قال أن الأذن تعشق قبل العين أحياناً
ما فارق نظم الأوزان
حقيقة الحق أن الأذن
أسبق في العشق من سائر العينان
فالصوت أبلغ في التعبير
عن إحساس أمواج رغبة الجنسان
والحياة بدأت بالنفخ في صورٍ
قبل أن تتبلور الصور و الألوان
و البرق لا تراه يخطف الأبصار
إلا بعد زمجرة تعاور القطبان
فالرجل والمرأة قطبان يتعاوران
يسمعها تعوّره
فينبع الشبق من صخرة القيعان
وهكذا قيل أن الصوت منها عورة
والاعتوار فطرت تعانق الأبدان
وبهذا فليس غير الحق ما قيل
وتلك إجابة السؤال في العنوان
كيف أن المرأة ناقصة عقل ودين
هذا القول الحكيم لم يجر على لسان رجل من مملكة الرجال.وإنما قاله رجلٌ أرسل مبرأ من الأنانية السفلى. رجل محايد حلو الخصال ، سُبكت حلاوته على نار الحق والعدل،أُرسل ليقوّم الحياة لتمضي على صراط مستقيم تطلب كمال حياة الفكر وحياة الشعور، حياة الحب والجمال. وليس للكمال نهاية تبلغ ذلك لأنه ينتهي إن انتهى الإطلاق.
وعليه فإن هذا القول الحكيم هو من الثوابت التي لن يأتي يومٌ تُلغى فيه أو تُنسخ.
هذا القول المنقول هو، كما أسلفنا، من أصول الأحكام قولاً لا ننكره ولا نستهين به ولا نشكك فيه. و إنما نحاول أن نعقله في إطاره المنقول حتى نفهمه فهماً لا يتعارض مع الوضع الحاضر المعاصر لمكانة المرأة المساوية لمكانة الرجل في مجتمع اليوم.
و لكي نعقل هذا النص ونفهمه بمقتضيات العقل الإنساني المعاصر، لابد لنا من أن نتعرض للحيثيات التي أنبنى عليها الحكم في وقت سيادة المنقول.
قيل فيما قد قيل عن نقص عقل المرأة بأنه إن لم يتوفر شاهدان رجلان عند أداء شهادة ما ، فيمكن أن يكون تمام الشهادة برجل واحد وامرأتين، فذلك نقص عقلها.
وقيل أيضاً عن نقص دين المرأة أنها لا تصلي وهي حائض أو نفساء.وذلك نقص دينها.
وإن كان بيان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في مسألة نقص العقل و الدين عند المرأة كان كما ذُكر أعلاه، فإنما كان بيانٌ بقدر وسع العقل العام آنذاك.ذلك لأن عقلاً لم يكن يدرك عن الأرض غير أنها منبسطة ، وأنها ثابتة مستقرة تدور حولها الشمس طالعة من المشرق نازلة لتغيب إلى المغرب، لم يكن ليستطيع فهم وتقبل ما يعتبر من أبجديات العلوم في يومنا هذا .
هذا ما كان عليه الفهم في السالف المنقول.ونحب هنا أن نؤكد لمن يقرأ هذا، أننا لن ولا ينبغي لنا أن نشكك في النص الأصل الثابت ثبوت كلمة {الله}.
نحن إنما نسعى لفهم معاصر لا يعترض مكانة المرأة الإنسان المساوية لمكانة الرجل المسئولة والقائمة على المساواة المطلقة في جميع الحقوق وما تفرضه من واجبات.
وهنا نحب أن نعيد ونكرر ما سلف ذكره :
{ الحديث عن الرجل والمرأة هو الخوض في تفاصيل أبجديات فطرت بداية الحياة التي ما كان بروزها إلى قيد المحسوس إلا على تنزل الواحد لاثنين.
وهما ما أطلق عليه ( ذكر وأنثى )
في مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحياة عبر الزمن}
الشاهد أن بداية التكوين الذري للوجود كان قطب طاقة سالبة
( جاذبة ) تركزت أحاط بها قطب طاقة موجبة ( مندفعة )يدور حولها بلا فكاك وذلك لفطرت التجاذب بين السالب والموجب. ونتيجة للاحتكاك بين هذين القطبين بدأ تطور الحياة الذي اعتمد الانقسام على ازدواجية مضاعفة: اثنين لأربعة لثمانية لستة عشر0000 وهكذا.)
وبناء على ذلك جاء التقرير بنقص عقل المرأة ودينها.ولمزيد من التوضيح نسأل عن ماهية العقل وعن حقيقة الدين؟.
فما هو العقل:
نشأ العقل عندما تباينت أشكال الحيوان ومن ثم اعترك الأحياء بدافع غريزة البقاء.فعندما كان الحيوان دودة لا يشاركها الحياة أي حيوان آخر يختلف عنها لم تكن مهددة بالانقراض وبطبيعة ما فطرت عليه لم تكن تأكل بعضها، وعليه لم تكن في حاجة لتحتال على إمكانية استمرار حياتها.
إن أول الأعداء التي خشيها الحيوان هو الفناء. والفناء يتم بالموت. و على رأس جند الموت هما الخوف والجوع.الخوف سابق والجوع لاحق.فالحيوان يمكنه أن يتأقلم على الجوع لفترات طويلة كما هو الحال في البيات الشتوي عند بعض الحيوانات الموجودة حالياً على الأرض.
أما الخوف فهو العدو الذي لا يمكن أن تقاومه إلا بأن تقيد الغريزة المطلقة بعقال الحيلة فتحتال عليه .فالخوف هو أول العوامل الذي حفّز بروز العقل.
فالعقل هو قيد المطلق.هو الكيان الظاهر المحدد لبعض بواطن الخفاء المطلق.
إذن فما الفرق بين عقل المرأة وعقل الرجل؟
عندما يُقال بأن عقل المرأة ناقص يتبادر إلى الذهن بأن عقل الرجل تام.والحقيقة غير ذلك. فعندما نقول بأن عقل المرأة ناقص نقابله بأن نقول أن عقل الرجل زائد.هذا هو بندول الحياة يتأرجح بين الزائد والناقص.أما العقل التام فهو العقل الكلي القديم، هو رب العزة والجلال خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.الأرجحة بين الزائد والناقص سببها فطرت التجاذب بين الموجب والسالب أول مثنى تنزّل عن الواحد.وللعقل قطبان :قطب عاقل وقطب معقول.قطب بطاقة موجبة والآخر طاقته سالبة. وينشأ الفكر نتيجة اعتراك هذين القطبين.والاعتراك ليس تنافراً وإنما هو التجاذب.
ولنعبر عن ذلك بلغة الحساب:
الموجب يمكن أن نعبر عنه ب ( +1 ). السالب هو (-1)وما بين قيمة +1 وقيمة -1 نجد أن القيمة مطلقة لا يمكن حسابها.فالقيم ذات الطاقة الموجبة وتلك ذات الطاقة السالبة لا تنتسب إلا إلى الإطلاق.
انظر إلى هذه التركيبة:
+ 1
- 1
ما فوق خط الاستواء يمكن أن يُحسب الكم العددي إلى أن تعجز عن العد.وينطبق ذلك على حساب الكم العددي ما تحت خط الاستواء.
وعليه فإن الكم ( +1 ) = الكم ( - 1)بحساب الكمية.
أما بحساب الكيفية فإن ( + 1 ) قيمة إيجابية خصائصها العطاء ويمكن أن يكون ذلك بلا حدود.أما ( - 1 ) فإنها قيمة سالبة خصائصها الأخذ في حدود الكم المعدود.
كذاك السماء قطب موجب
تشعُّ عطاء
كما الرجل يعطي ولا يستشير
والأرض قطب سالب كأنثى
تتوق عناق السماء و تأخذ كثير
وعلى هذا قُرر أن المرأة ناقصة عقل.فنقص عقلها معناه أنه القطب المعقول في مركّب الفطرة للعقل البشري.وهذا لا يعفيها أبداً من المساءلة والحساب يوم يقوم الحساب . لأنها ومع أنها ناقصة عقل إلا أنها مسئولة مسئولية فردية باعتبارها إنسان فرد كامل الأهلية.
{ ولا تزر وازرة وزر أخرى
وإن تدعُ مُثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة
ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه
وإلى الله المصير }
[18 فاطر]
{ الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين }
[2 النور] .
{*}
{ والسارق والسارقة
فأقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله
والله عزيز حكيم }
[38 المائدة]
هذا عن نقص عقل المرأة، فماذا عن نقص دينها؟
أولاً يجب أن ننتبه إلى فحوى النص الشريف ( المرأة ناقصة عقل ودين ).
هذا القول قول عام ينطبق على أي امرأة من نساء العالمين، بصرف النظر عن ملتها أو عقيدتها. فهو عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم يخص المرأة المسلمة وإنما وكأنه قال أن أي امرأة هي ناقصة عقل ودين.وهذا ينطبق على قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة )
وفي رواية أخرى: ( لعن الله قوماً ولوا أمرهم امرأة )
كما وينطبق أيضاً على قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( معظم أهل النار من النساء )
لعن {الله} قوماً ولوا أمرهم امرأة
ولاية الأمر بفطرت الخلق تقتضي الإيجاب
الرجل طاقة موجبة كثير العطاء
والإيثار حاجب ٌ بالباب
المرأة طاقة سالبة
لا تمل الأخذ ولا تهتم بالأسباب
لولا المرأة أحبها الرجل
لما جُعل الخطأ وسيلة الصواب
والقاسم المشترك الأعظم
غفرانٌ مضمونٌ يخلب الألباب
المرأة ربة الدار تسأل كثيراً
والجواب لها انجذاب
والرجل رب الأسرة هو القلم
لكل سؤالٍ لا يحير جواب
وعليه فإن المراد من نقص الدين ليس على التحقيق هو أنها لا تؤدي فرض عبادتها على الوجه المقرر.ويكون هذا صحيحاً إن تذكرنا أنها قد خلقت على هذا الوضع الحياتي الفطري. إذن :
1-ما هو الدين الذي ينقص عند المرأة؟
2-لماذا أن المرأة لا تكون رئيساً يتولى زمام الأمر ؟
3-لماذا أن معظم أهل النار من النساء؟
الدين هو الانفعال بالمقتضيات الإيجابية للعقل من أجل تحقيق توازن النفس البشرية. وقد صاحب فرض التدين بروز العقل.فالدين مرتبط بالعقل ولاحق له. ولا يُكلّف ديناً من لا عقل له.
الدين كما بيّنه النبي محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكما سبق أن قام بتبيينه الرسل الكرام عليهم السلام منذ بداية خلافة البشر على الأرض، قال عنه سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
(الدين المعاملة. الدين حسن الخلق
وحسن الخلق هو خلق {الله} الأعظم)
وعليه فإن نقص الدين عند المرأة هو بسبيل من نقص عقلها.وكما ذُكر أعلاه فإن هذا النقص ما هو إلا انعكاس فطرت خلق المرأة بجعلها قطباً بطاقة سالبة.
ولما أن كان الخطاب للتفهيم تنزّل على قدر وسع عقول المخاطبين ،فإن التكليف قد جاء به الأمر على وسع طاقة النفس على التدين.
{ لا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}
[286 البقرة]
ولعل أن فيما تم جلاءه أعلاه الإجابة علي السؤالين رقم -2- ورقم -3-السابق ذكرهم أعلاه.
الحجاب
مطلوب من الرجل والمرأة على حدٍ سواء
وما نعنيه بالحجاب ليس ما يدل عليه عكس السفور. كما هو ليس ما يدل عليه عدم الاختلاط. وإنما نعني بالحجاب ما ورد في هذه الآيات الكريمة:
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون *
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
و ليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا
لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن
أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن
أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال
أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء
ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن
و توبوا إلى الله جميعا أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون }
[ 31 النور]
الحجاب الذي نعنيه، والذي أوضحته هذه الآيات البينات، هو الحجاب المفروض على الرجال كما هو مفروض على النساء بحد سواء. وذلكم هو غض البصر وحفظ الفرج. هذا الحجاب المفروض على الناس من ذكر وأنثى، مفروض على مجتمع مفتوح. مجتمع مختلط. النساء لسن بمعزولات عن الرجال. والاختلاط موزون بقوانين حكيمة.
{ ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها }:
إن الذي يظهر من زينة المرأة، والذي تنص الآية الكريمة علي وجوب عدم إخفائه هو الوجه والكفين.
و إلا فمم مطلوب من الرجل أن يغض بصره ؟ إن كانت المرأة مغطاة تماماً !.
وعلى أي حال؛ فإن غض البصر المطلوب من الرجال كما هو مطلوب من النساء ليس عن رؤية أحدهما لوجه الآخر فحسب، وإنما مطلوب غض البصر عن كل مما من شأنه أن يتسبب في إغلاق الدائرة الحياتية بالتماس قطب موجب بقطب سالب على غير حق، فيكون ذلك متسبباً في الإخلال بالتوازن الجسدي والنفسي والفكري للطرف الذي لم يغض بصره.
وهذا الحجاب يعتبر على رأس قائمة وسائل تحقيق التقوى :
{ يا أيها الناس
إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }
[13 الحجرات]
{ لتعارفوا }:
فكيف ب{الله} عليكم أن يتم هذا التعارف والناس محجوب بعضهم عن بعض !؟
والتقوى في حدها الأدنى تعني التشرع ، أي العمل بالشريعة في مستوييها عبادة ومعاملة . والتقوى في قمتها تعني الاستقامة. و هي الحياة الموزونة بلا إفراط ولا تفريط.
أما ما ورد في قوله تبارك وتعالى:
{ وليضربن بخمرهن على جيوبهن }
فهذا ليس هو الحجاب. ما هذا إلا الطريقة العلمية الصحيحة للمحافظة على جسد المرأة. و على التحقيق، ليس من عين الرجل وإنما من أشعة الشمس ولرب قائل: فما الفرق بين جسد المرأة وجسد الرجل؟
و الإجابة لا تحتاج لكثير عناء. فالذكر والأنثى قطبان لوحدة تمثيل الحياة. الذكر هو القطب الموجب. والأنثى هي القطب السالب. وهما الذين يفجّران الحياة نتيجة اللقاء بينهما بالتزاوج.
خصائص قطب الذكر الموجب هي أنه القطب الأعلى بطاقة فاعلة ( مندفعة ). أما قطب الأنثى السالب فهو القطب الأدنى بطاقة منفعلة ( جاذبة ). الذكر يمثل السماء بما فيها من شحنات الطاقة الموجبة وأقربها الشمس. أما الأنثى فتمثل الأرض بما فيها من شحنة الطاقة السالبة. و بما أن من خصائص الطاقة السالبة هي أنها جاذبة، فجسد المرأة قابل للتفاعل مع أشعة الشمس سبعة أضعاف قابلية جسد الرجل للتفاعل مع أشعة الشمس.
يا معشر النساء فلتعلمن بأن تغطية أجسادكن فيه وجاء لكن ووقاية من شر أمراض تسببها أشعة الشمس. وليس ذلك تخلفاً أو جهلاً أو رجعية، وإنما هي العلمانية الحقيقية وهي رحمانية الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء.
خاتمة
يا أيّها الناس، أعلموا بأن الرجال والنساء اليوم مستعبدون لغير {الله}في الأرض.هم جميعاً يعبدون حاجتهم الحياتية الملحة.
حاجة الرجال التي يعبدون هي ما خلّفه الإرث الشنيع من دولة الرجال.وهو القوة الغشيمة من الجاه والسلطان والمال.
أما حاجة النساء التي يعبدنها فهي إنسانيتهن التي وطأتها سنابك خيل أطماع الرجال عبر الزمن.إنسانيتهن التي ضاعت تحت ركام رغبات وشهوات الأسياد من الرجال.
و لقد اتخذ كل فريق منهم أساليب وصور متعددة لممارسة طقوس عبادتهم.
الرجال اعتمدوا الغش والتزوير والرشوة والاختلاس والنهب المسلح في بعض الأحيان.
أما النساء وهن المستضعفات، فقد اعتمدن الأساليب المتعلقة بالأنوثة التي يعرفن تماماً بأنها فعّالة تجاه الأعداء المغتصبين لحقوقهن من الرجال.
الناس جميعهم رجالهم والنساء منهم، اليوم ضائعون مشردون في تيه مفترق الطرق.يسيرون في الفجاج تائهون عطشى جائعون يمتطون صهوات الوهم والظن، غافلون عن أن الخير العميم محمولٌ على ظهورهم.
قد تاهوا عن مطلبهم الحق وهو وجه {الله} الرزّاق ذو القوة المتين.فما هو وجه {الله} الذي تهنا عنه جميعنا؟
من أجل ذلك تيسر لنا بفضلٍ من {الله}أن نقدم بين يدي الإنسان المعاصر سلسلة لسان العصر.نرجو لها أن تكون بارقة أمل الخلاص واستعادة كرامة الإنسان التي حجبتها سحب الغفلة والجهل.
وعن وجه {الله} الذي تهنا عنه، ورد في كتابنا ( الهجرة من المنقول إلى المعقول ) تحت عنوان ( بحور أبعاد الحياة السبعة)الآتي:
وجه {الله}
وللإجابة على هذا السؤال نفتح صفحة خريطة سير الخير وسير الشر بكتاب اليومية المرقوم العام.وقد أسميناه(كتاب يومية ) تجاوزًا وذلك لتسهيل التوضيح .
و الحق أنه كتاب الساعة في أدقّ ما يمكن تصوره لزمن الساعة.
و لعل أن معظمنا يعرف ما هو دفتر اليومية المستخدم في المؤسسات المالية.إن أقرب مثل يمكن أن نسوقه لبيان كيفية وطريقة العمل بدفتر اليومية هو ما كان يستخدم في المؤسسات البنكية.
كانت البنوك وإلى عهد ليس ببعيد تسجل الحركة اليومية بدفتر يتم ضبط حسابه يدوياً في آخر النهار يومياً ولا يؤجل هذا الضبط أبداً إلى يوم الغد.ولا يبرح الموظفون مكاتبهم إلا بعد أن تتم تسوية حسابات العملاء تماما مهما استغرق ذلك من وقت.
كان هذا فيما مضى، أما الآن فالحواسب الآلية ( الكومبيوتر)مكنت من تسوية الحسابات حال إدخال الحركة المالية.بمعنى أنه يمكن للعميل الذي أودع مبلغاً من المال في حسابه بالبنك في الساعة العاشرة صباحاً ( مثلاً)أن يقوم بسحبه بعد دقيقة واحدة.أكثر من ذلك أن الكومبيوتر مكّن البنك من معرفة النتائج النهائية للنشاط المالي في نفس اليوم.
هذا عن دفتر يومية المؤسسات المالية الذي يحكمه الإنسان.
أما الكتاب المرقوم الذي يجري عليه حساب الخير وحساب الشر فإن التسجيل عليه يتم وفق معادلات حسابية محكمة حكيمة بيانها كما يلي:-
{ 1 }
{ مّن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها
وما ربّك بظلاّم للعبيد }
[46 فصّلت]
{ 2 }
{ فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره }
[8 الزّلزلة]
{ 3 }
{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزى إلاّ مثلها
وهم لا يُظلمون }
[160 الأنعام]
{ 4 }
{ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل
إن الحسنات يذهبن السّيّئات
ذلك ذكرى للذاكرين }
[114 هود]
{ 5 }
{ مّثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم }
[261 البقرة]
{ 6 }
{ فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً
قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله
إن الله يرزق من يشاء بغير حساب }
[37 آل عمران]
ولعله واضح بأن هذه المعادلات:
لها: بسط + { إيجابي }
ولها مقام – { سالب }
[ هذا بلغة الحساب الصرفة ]
قانون التطبيق في البسط الإيجابي هو:
أن القيمة الواحدة من الخير تساوي عشرة.
وقد تساوي سبعمائة.
وقد تساوي قدراً بغير حساب.
قانون التطبيق في المقام السالب هو:
القيمة الواحدة من الشر تساوي واحدة مثلها فقط.
و لعل أروع ما في أمر هذه المعادلات أن البسط الإيجابي يمكن أن يكون مجرد نيّة طيبة. وأروع ما في الأمر كله في مجمله أن التسوية تتم في التو واللحظة الحاضرة.( اللحظة الحاضرة التي تدقّ حتى توشك أن تخرج من حساب الزمن )
قال الحكيم المتعال :
{ فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره }
[ 8 الزلزلة ]
فمتى يره ؟!
يرهُ في التو واللحظة.ولا يؤجل إطلاقاً ولا حتى إلى اللحظة التالية.
وإلى ذلك أشار الحديث الشريف قائلاً : ( أعط الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه )
هذا العمل وهذا الحساب الذي هو في غاية الدقة { لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}يتم تنفيذه داخل الكومبيوتر الرباني العظيم ألا وهو جسد الإنسان.جسد الإنسان بجميع ما يحتوي عليه من أجهزة تم تصميمها بدقة هي غاية في الإبداع المعجز.
أجهزة بمقدرة حسابية عالية تتخطى تقدير قيمة العمل المادي الملموس إلى تقدير قيمة النوايا التي لا يعلمها إلا {الله}الذي:
{ يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصّدور}
[ 19 غافر ]
هذا هو قانون العدل الإلهي الذي يقوم على المحبة المطلقة. و هو الذي قام به وعليه الأمر من الواحد الأحد الصمد الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
النتيجة الحتمية عند حل جميع المعادلات المقضية والمقدرة وفق هذا القانون وفي جميع الأحوال تكون نتيجة بقيمة إيجابية من الخير. وهذا معنى في قمة معاني الآية الكريمة:
{ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }
[27 الرحمن ]
وهنا يمكن مقاربة الوصول لجواب السؤال السابق. فوجه {الله} تبارك وتعالى هو هذا الخير المطلق الذي لا يفنى.هو هذا الحب الذي لا يعيقه عزل ولا كدر .هو هذا الجمال الذي يسمو فوق جميع الصور.هو هذه الرحمة التي تنضح مغفرة وأبوابها مفتوحة على الإطلاق.
(انتهى)
خاتمة الخاتمة
أما بعد،
فنحن نحمد {الله} حمداً كثيراً طيّباً مباركاً، أن هيأ لنا هذا الفتح المبين، و أفاء علينا من بركات محبة نبيّه الكريم محمد بن عبد {الله} عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأطيب السلام.
هذه المحبة التي نرجو أن تكون صادقة خالصة لوجه {الله}.
و إن لم تكن كذلك فنحن الفقراء المتطفلون عليها.وليس التطفل عيباً في شرع المحبين.
و لعل أنه من المستحسن أن نختتم هذا الكتاب ببعض ما جاء عن حقوق المرأة في كتابنا
( السودان الفن والسلام )
حقوق المرأة
(الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق)
قالها الشاعر الواعي قديماً فما أثار انتباهاً لبؤرة الأحداق
الأم هي الحقيقة نبع الحياة جميعها
منها الحقوق انبثقت عمّت الآفاق
من بين فِرسٍ ودمٍ استحلبت
لبنات دار العدل عليها نصبت ميزاناً لإحقاق
أنت من ومهما كنت ليس في إمكانك
أن توفيها بعض ما لها عندك استحقاق
فلا تتطاول عليها امرأة هي أمك و زوجك وأختك
فمكانها منك في الأحداق
فلنجتهد كلنا جمعاً وتفريقاً لرد حقوقها
فمكانها فوق الرؤوس تاجاً من الزمرّد البراق
ولتعلم أيها الإنسان
أنها هي من ترسل البراق إلى العقول
تشحذها لتحقيق السلام على الوفاق
وأعلم بأن الفصال ما جُعل في عامين
إلا لتكمل النفخ من روحها فيه تدرأ عنه الشقاق
لذلك الحياةُ حقٌّ أساسيٌ
عليه أجمعت الشرائع كلها بفطرتٍ لا اختلاق
كما وأن الحياة حقاً أساسياً
لإنسانٍ جاء من امرأة هي حقيقة الإطلاق
* * * * * * *
كما نرى أنه من الواجب تبشير المرأة بما سيئول عليه الحال حال نشأة دولة السلام الثانية المنتظر ظهورها بأقرب مما نتوقع. ونورد فيم يلي ما جاء عنها في كتابنا ( السودان الفن والسلام)
دولة السلام الثانية
دولة السلام الثانية تقوم على حريّة العقيدة.الناس فيها أحرارٌ.كل فرد منهم مسئول مسئولية فردية عن تصرفاته الاجتماعية.أما تصرفاته الشخصية فلا أحد من الناس مهما بلغ من مكانة علمية أو أخلاقية يملك الحق في مساءلته عنها ما لم تتعداه إلى غيره.فهو يملك ناصية معتقداته الذاتية ويملك أيضاً كل مساحة تصرفاته الشخصية داخل حرم بيته الخاص.
في دولة السلام الثانية القائمة على مبدأ { لا إكراه في الدين }و ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)فإن كرامة الفرد ونيل حقوقه الإنسانية كاملة لا تقوم ولا تعتمد على كونه مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً وإنما تقوم على كونه تقيّاً يحسن التصرف وفق موازين الحق والعدل في معاملته لأخيه الإنسان.وذلك لأن دين دولة السلام الثانية هو كما وصفه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
( الدين المعاملة) (الدين حسن الخلق)
الشاهد أن الناس في هذه الدولة المرتقبة لا يُؤخذوا بمعتقداتهم وأفكارهم مهما رآه الغير متطرّفة ،وإنما يُؤخذ الناس بتصرفاتهم تجاه الغير.وكما تدين تُدان.و لعل أن إيراد بعض آي الذكر الحكيم هنا يجلي الأمر ويزيده وضوحاً حتى يستيقن الناس بأن حرية وكرامة الإنسان هما غاية ومبتغى الإرادة الإلهية الحكيمة:
{فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتّبعنِ
وقل للذين أوتوا الكتاب والأمّيّن ءأسلمتم
فإن أسلموا فقد اهتدوا وّإن تولّوا فإنـّما عليك البلاغ
والله بصير بالعباد}
[20 آل عمران]
{ ليس لك من الأمر شيء
أو يتوب عليهم أو يُعذّبهم فإنهم ظالمون*
ولله ما في السماوات وما في الأرض
يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء
والله غفور رحيم}
[129 آل عمران]
{أرأيت من اتّخذ إلهه هواهـ أفأنت تكون عليه وكيلا}
[43 الفرقان]
{ أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة
فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون}
[23الجاثية]
{ يا أيّها الناس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا
إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم
إنّ الله عليم خبير }
[13 الحجرات]
{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم
خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا
أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب}
[199 آل عمران]
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابئون والنّصارى
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً
فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}
[69 المائدة]
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون*
وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرّسول
ترى أعينهم تفيض من الدّمع مما عرفوا من الحق
يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين*
وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق
ونطمع أن يدخلنا ربّنا مع القوم الصالحين*
فأثابهم الله بما قالوا
جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
وذلك جزاء المحسنين}
[85 المائدة]
من الحبيب الصلاة والسلام عليه محمد
إلى الراضي المرضي المكرّم علي
كانت الدولة الأولى
سادت ثم دالت عند مبتدأ الختام
كانت مؤسسة بحكم الوقت
على قدر سعة العقل في عصر جهل تام
سعة عقل اليوم تبلورت
على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان
فُتقت الذرة في آخره لسان هذا العصر
ما خطر على قلب السلف ولا رأوه في الأحلام
تلك كانت دولة مبتدأ الختام أسسها الرسول محمد
عليه الصلاة والسلام خاتم أنبياء {الله} الكرام
الدولة الثانية القادمة سيكون رسولها أحمد
وهو هو محمد عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام
يعود الصلاة والسلام عليه محمد مبعوثاً
على المقام المحمود واسمه أحمد خاتم الرسل
عليهم أتم الصلاة وأزكى السلام
كلا الدولتين الأولى والثانية
تقوم على قوانين تنظم حياة أناسٍ على جاهلية
فتُبدي النور ليبدد ظلام
الجاهلية الأولى دولة الرجل ضرغاماً
قتل الضعاف سبى النساء اتخذ من الناس عبيداً
ودفن البنت من ظهره وهي حيّة خوف العار
وما كانت الحيلة إلا سيفاً ورمحاً ونبلاً
وخيلاً تصول تجول لتحقيق المرام
والثانية ما نحن عليه اليوم معاصر الحال شبيه بحال الأولى
استُبدِل فيه السيف بمدفع والخيل بفانتوم
وهضم القويّ حقوق الضعاف ومنع للآخر كلام
واتُخذت المرأة وسيلة لعبٍ ولهو
وزينة واجهات وأسباب الغنى للرجال
برغم ما صار لها مقاماً تحقق لتصبح قاضية
تصدر على خطاة الرجال من القانون أحكام
الدولة الأولى استأصلت الشر بقطع الرقاب
لينمو الخير ويتحقق بين الناس السلام
الدولة الثانية تجيء لتستأصل الشر من قعر العقول بخيط شعاع الليزر
صولجان سلطان العلم لتفكك عقداً بنفوس البشر
طال عليها الأمد حبيسة وهمٍ بأن العقل الآن كما كان عليه
حين كان الرجال كالأغنام تُسام
في دولة البعث الثاني
الناس كل الناس أشراك في خيرات {الله}على الأرض
{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً
فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}
[ 15 الملك]
والقانون الحاكم العادل
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
وتلك لعمري شراكة إخوان على سرر متقابلين
بينهم المودة تحت سماء السلام
الحكم في دولة السلام التي أشرفت
لدستورٍ يحصحص الحق
يساوي الناس في الحق والواجب
والتفضيل بين الخلق للتقوى
وهي استواء على استقامة خُلُقٍ بلا انقسام
شعار الدولة الثانية القادمة أن لا إكراه في الدين
ليتحرر الناس من إرهاب الوصاية
ويحمل كل إنسانٍ طائره في عنقه
فالمسئولية فردية
و ذاك كفيلٌ بأن بين الناس يفشي السلام
قد قيل لسيد الأنام
{ إنك لا تهدي من أحببت
ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}
[56 القصص]
وعليه فطلب الهداية مجهودٌ فرديٌّ يدعمه الرب
{إن هو إلا ذكرٌ للعالمين*
لمن شاء منكم أن يستقيم *
وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين }
[ 29 التكوير ]
أما تنظيم التعامل بين الناس
فيسدده قانونٌ دستوريٌ يرسّخ حب الخير للآخر
ليكون الحق والعدل للأمن إمام
توقيت قيام الدولة الثانية هو وقت قيام الساعة
وذلك حين يكتمل قمر الثلة الآخرة
فيضيء الأرض من على جانبيها
فتفنى الظلال ويبقى الضياء شريعة كل الأنام
وما أدراك ما الساعة
هي من أمر الرب لمن شاء يبديها
ومن تعمّت عنه تأتي بغتة فتخرس ألسن
وتجعل أخرى بالعلم مضيئة حين تبدأ كلام
الساعة في أحد معانيها نفسٌ أدبها الرب ظاهراً وباطنا
تقول بما تعلم والفعل كالقول تستقيم على الجادة بلا انقسام
الساعة نفسٌ وُزنت على الاستقامة
ظاهرها باطن والباطن قلبٌ بالحقيقة ينبض
بين الناس تمشي تفوح عطراً تشيع الأمن وترسي السلام
الساعة تظهر بعد ليلٍ بهيمٍ فيه اختلّت موازين القيم
واحتراب الناس على لا شيء يسوى
واهتزت الأرض بالزلازل تترى
وسونامي طغى فأهلك الزرع والضرع
واحتباسٌ حراري قدّ قميص الأرض من قُبُلٍ فأشاع الرزيلة
وما عادت عينٌ يؤرّقها الحرام
الساعة نفسٌ أدبها الرب فجُعِلت مقاماً محموداً تفرّد
صاحبه أحمد الصلاة والسلام عليه يجيء يُكمّل رسالة
على الأرض نبتت وسقتها السماء بصرف المدام
وبعد فهذا قليلٌ تأتّى من كثيرٍ حجبته أوهام العقول
ولا نجاة إلا عند عقل توقف بغير لجام