منتدى شباب المغرب
:

***ألف مرحبة بكل الناس الطيبة في منتدى شباب المغرب*** .

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتدى شباب المغرب
:

***ألف مرحبة بكل الناس الطيبة في منتدى شباب المغرب*** .

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
منتدى شباب المغرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب المغرب

التانوية التأهيلية زينب النفزاوية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأة رفيق درب وليست تابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف هاشم محمد نجم
عضو جديد



ذكر
عدد الرسائل : 8
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/09/2011

المرأة رفيق درب وليست تابع Empty
مُساهمةموضوع: المرأة رفيق درب وليست تابع   المرأة رفيق درب وليست تابع I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 20, 2011 1:29 pm

لســــان العصــــر

{وَمَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}

سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
المرأة رفيق درب وليست تابع

تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.



ماذا نعني بتجمع العصر:
الاسم :
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و لا نرى للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.

المرشد:
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة. عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس و جن. الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر: في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة. وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.

المركز الرئيسي:
ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.

شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
قول {الله} تبارك وتعالى:-
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]


{ بسم الله الرحمن الرحيم }
إهداء هذا الكتاب
إلى المرأة الإنسان.
{ يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه }
هذا خطاب رب العزة والجلال العزيز الجبار.وهو ليس خطاباً للرجال دون النساء وإنما هو للرجال وللنساء على حدٍ سواء.هو الخطاب موجها لمطلق إنسان سواء كان ذكراً أو كان أنثى.
{ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل مّنكم مّن ذكر أو أنثى
بعضكم مّن بعض فالّذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفّرنّ عنهم سيّآتهم و لأُدخلنّهم جنّات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب }
[195 آل عمران]
المرأة الإنسان
المرأة الزوجة التي هي الأم وهي الابنة وهي الأخت و هي العمة و هي الخالة.
ألا يكفيك فخراً أن العارفين ب{الله} أسموا شجرة معرفة الحقيقة الإلهية المغروسة في أرض المحبة الصرفة المروية بالعشق العذري الموصوفة بأنها العروة الوثقى لا انفصام لها ذلك لأن ليلها كنهارها، أسموها بأسمائك أنت: ليلى وسلمى ومي.

ولولا وجودك أنت ما انكشف عن المحبة غطاء
فالأرض أنت عليك تنزلت هبة العطاء من السماء
و لولا الأنوثة ما استأسد الضرغام ما ظهر الكبرياء
أنت الغدير وقد راق صفواً أنت ماعون الأصفياء
جمع الرجال رجال وجمعك أنت من الإنسان أسموه النساء
قال المعصوم النساء شقائق و لسن للرجال قد خلقن إماء

المرأة الإنسان
هذا الكتاب من سلسلة لسان العصر نقدمه من أجل حقوق الإنسان المعاصر.الإنسان سواء ذكر كان أو كان أنثى. فالرجل إنسان والمرأة إنسان كل منهما مكلّفٌ تكليفاً فردياً. فلا الرجل يُسأل عن خطيئة المرأة، و المرأة :
{ ولا تزر وازرة وزر أخرى
وإن تدعُ مُثقلة إلى حِملها لا يُحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى
إنما تُنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة
ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير}
[18 فاطر]
قال المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
رضي { الله } عنها وأرضاها

المقدمة
إلى المرأة الإنسان وإلى العالمين كافة.
ذلك لأننا بسبيل توضيح خلاصة الخلاصة فيما جاء به خاتم الأنبياء محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم للعالمين كافة وإلى المستضعفين في الأرض خاصة وعلى رأسهم المرأة.
قال {الله} تبارك وتعالى في حديث قدسي:

{ كنت كنزاً مخفيّاً فأحببت أن أُعرف
فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فبي عرفوني}

فقال النبي محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
ولقد جاء هذا القول ليشرح معنى من أرفع معاني قول {الله} تبارك وتعالى في الحديث القدسي:{ فأحببت أن أُعرف }
و لعل أن أول الإخوان للرجال هم النساء. و قد قال المصطفى محمد بن عبد {الله} عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم:( النساء شقائق الرجال )
والحق يقال فإن أول زوجين من بعد آدم وحواء عليهم السلام كانا أخٌ تزوج أخته زواجاً شرعياً على كتاب {الله} وسنة نبيه سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام.و لم يكن من شيء يجمع بين الأخوين غير المحبة. فمحبة الزوج لزوجه هي في الأصل من محبة الأخ لأخته وكما قال أول الأحباء:( النساء شقائق الرجال )
ولقد ورد في صدر هذا الكتاب ضمن إهداء لسان العصر:
( إلى النّور على نور الّذي به كُشف الحجابُ عن المحبّة الّتي من أجلها وبها رُفع الغطاء)
( إلى الشجرة المباركة أصلها ثابت ثبوت عروة المحبة لا انفصام لها، وفرعها في سماء الاجتباء محبة وعزّة وكرامة وحرية صمدية مطلقة، تؤتي أُكلها على دوام ديمومة وجه
{الله الرحمن الرحيم} ذو الجلال والإكرام.)

خلاصة الخلاصة هي المحبة.وأعظم تجليات المحبة هي المغفرة:
{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم*
و أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له
من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصرون*
و اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة
و أنتم لا تشعرون}
[55 الزمر]
وعلى قمة أحسن ما أنزله الرب تبارك وتعالى:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
ولا يمكن لأحد أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه إلا إن كان حراً حرية مطلقة من جميع قيود سوء الخلق: الكذب، الجبن، الجشع، البخل، الأنانية، الكبر، التسلط، الاستبداد وكل ما يمكن أن يندرج تحت صفات الشرير.
ولعل أن هذا الكتاب يجيء بسبيل من التوسع في تبيين مقاصد لسان العصر( راجع كتابنا باسم /دستور الإنسان المعاصر ) في باب الحرية الفردية المطلقة.







المرأة بين دولة الرجال ودولة النظام الدستوري
إن مسألة المرأة هي من أوضح النماذج الّتي يمكن الاستلال بها في مسألة تطور العقل البشري عبر أحكام القوانين التي صاحب تعديلاتها مع مرور الزمن، وهذا ما نسميه بحكم الوقت.

المرأة ماذا وكيف كانت ؟
كانت المرأة على أشدّ ما يكون من الاستضعاف والهوان. ولقد كانت عبئاً ثقيلاً على أهلها من الرجال. و لأنها لم تكن عنصرا منتجاً في مجتمع دولة الرجال وذلك لضعفها وقلة حيلتها، وكان الأمر والسلطان لمن غلب بما لديه من عوامل القوة والبأس.
أما هي فكانت جالبة العار على ولاة أمرها إن هم غُلبوا في ميدان القوة، فسبيت نساؤهم أو خُطفن على غفلة منهم. فكان أمر إعاشتها وحمايتها من أصعب ما يواجهه الرجال؛ كانت عار عليهم فإما أن يبوء الرجل بعاره أو يدسه في التراب.
وأفظع ما كان يحدث هو أن تدفن البنت حيّة. قال تعالى في الأمر الذي كانت عليه المرأة قبل مجيّ الإسلام:
{ وإذا بُشّر أحدهم بالأُنثى ظل وجهه مسودّاُ وهو كظيم*
يتوارى من القوم من سوء ما بُشّر به
أيُمسكه على هُون أم يدسّه في التّراب
ألا ساء ما يحكمون }
[59 النحل]
وقال تبارك وتعالى :
{ وإذا الموءودة سُئلت * بأيّ ذنب قُتلت }
[9التكوير].
ولقد كانت المرأة متاعاً مملوكاً يقتني منه الرجل ما شاء حسب إمكانياته، فيشتري الإماء لخدمته ومتعته ويتزوج من الحرائر العدد الذي يرغب فيه، قل أو كثر حسب استطاعته ووفق ما لديه من سلطة ومال.
و جاء الإسلام والبشر على ذلك القدر من التخلّف والجهل في مجتمعات القوامة المطلقة فيها للرجال، وليس للنساء من الأمر شيء. ولقد اقتضت حكمة الحكيم العليم الخبير سبحانه وتعالى أن يأذن بانتشال البشرية من تلك الأعماق السحيقة في بحور الجهل والتخلّف بصورة تدريجية. و لذلك تدرّج التشريع في تقنين الحقوق والواجبات حتى إذ وصل لأقصى ما يمكن للعقل البشري العام آنذاك أن يستوعبه ويُطبّقه وُضعت الأحكام الشرعية كحدٍ أدنى لا نزول عنه.
قال النبيّ محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:

( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب النّاس على قدر عقولهم )

حتى إذا ما ثبتت قاعدة التشريع بحدّها الأدنى؛ فُتح المجال لتحقيق مقامات أعلى وجُعلت اختيارية، رُغّب فيها ونُدب إليها؛ فكان الأمر بشأنها أن الثواب لمن يحققها ولا عقاب على من يتركها.
و فيما يتعلق بمسألة المرأة حدد التشريع الحد الأقصى للعدد الّذي يمكن للرجل أن يتزوجه من النساء بأربع زوجات فقط. قال سبحانه وتعالى:

{ وإن خفتم ألاّ تقسطوا في اليتامى
فانكحوا ما طاب لكم من النّساء
مثنى وثُلاث ورباع
فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة
أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألاّ تعولوا }
[3 النّساء]
و لقد رُغّب عن تعدد الزوجات بما أحيط وقُيّد زواج الأربعة بشروط قاسية قلّ من يستطيع أن يستوفيها ألا وهي مسألة العدل بينهن. و ذلك وكما هو مطلوب لأجل الحقوق الإنسانية، أن يكون الزوج كلّه للزوجة الواحدة.
قال تعالى:
{ هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ }
[187 البقرة]
و معلوم بالضرورة أن اللباس لا يسع أكثر من واحد. ومن أجل تحقيق ذلك بالترغيب فيه والنّدب إليه جاء الأمر هكذا:
{ فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة }
غير أن حكمة الحكيم لم تقف عند حد هذا التحذير من خوف عدم العدل فقال الكريم المتعال سبحانه وتعالى الّذي لم يُفرّط في الكتاب من شيء:
{ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم
فلا تميلوا كلّ الميل فتزروها كالمعلّقة
وإن تُصلحوا و تتقوا فإنّ الله كان غفوراً رحيما }
[129 النّساء]

و العدل المطلوب حقيقة الأمر هو أن يعدل الزوج بين زوجاته الأربع في محبّته وميل قلبه. يعني أن يكون كلّه لكلّ واحدة منهن وهذا بطبيعة الحال، أمر مستحيل. حتى أن النبيّ عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم عندما كان يعدل بين أزواجه العدل الشّرعي، كان عليه الصّلاة والسلام وجلاً من عدم تمكّنه من العدل في ميل قلبه؛ فكان يتجه إلى {الله} متضرّعاً:
( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا توآخذني فيما تملك ولا أملك )

وبسبيل التدريج في تحرير المرأة والرجل على السواء جاء التشريع ينص على أن { تحرير رقبة } هو من باب كفارة الذنوب عبادة ومعاملة فقال سبحانه وتعالى:
{ و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً ومن قتل مؤمناً خطأ
فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصّدقوا فإن كان من قومٍ عدوٍ لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين
توبة من الله وكان الله عليماً حكيما }[ 92 النساء ]
فانظر وتأمل وفكر واعقل هذه القيم المتعادلة لتعويض القتل الخطأ والقائمة على العلم والحكمة:
{ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله }
( المقتول من العشيرة المؤمنة )
* { فتحرير رقبة مؤمنة }
( المقتول مؤمن من قوم عدو )
* { ديّة مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة }
( المقتول من قوم بينكم وبينهم ميثاق )

*{ فصيام شهرين متتابعين }
وقال سبحانه :
{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم
أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام
ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم
واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون }
[ 89 المائدة ]



فانظر وتأمل وفكر واعقل هذه القيم المتعادلة:
{ إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم }
= { أو كسوتهم }
= { أو تحرير رقبة }
={ فصيام ثلاثة أيام }
ملحوظة :
• كان هذا هو التشريع لوقت الرق وامتلاك رقاب البشر. وهو تشريع سماوي لا ريب فيه.
• فكيف لنا أن نعمل على تطبيقه في وقتنا الحاضر !؟
• وعليه يمكن أن تزول كل القيم الموضوعة في التعويض عن القتل الخطأ ما عدا:
• { دية مسلمة إلى أهله } إن لم يصّدقوا
{ صيام شهرين متتابعين }
• كما يمكن أن تزول كل القيم الموضوعة في التعويض عن فك عقد الأيمان ما عدا:
{صيام ثلاثة أيام }
ولقد حدّد التشريع السمح حقوقا مادية للمرأة لتكرّيمها ووضعها في مكانها المناسب كإنسان بإزاء الرجل. فبعد أن رفعها من مكان استعبادها واعتبارها متاعاً مملوكا؛ جعل لها حقّاً لدى الرّجل إن أراد زواجها ومن بعد موافقتها على هذا الزواج.
قال تعالى الحكم العدل سبحانه:

{ فما استمتعتم به منهن فآتوهنّ أجورهنّ فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إنّ الله كان عليما حكيما }
[24 النّساء]

أنظر وأمعن النظر في هذا القول الحكيم ؛قال:{ فما استمتعتم به منهنّ }
لم يقل : فما استمتعتم بهنّ
بل قال الحكيم العالم العادل :{ فما استمتعتم به منهنّ }
اقرأ القول العظيم :
{ و من آياته أن خلق لكم مّن أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون }
[21 الروم]
وانظر وتدبّر هذا : في بداية الخلق ؛ خلق {الله} تبارك وتعالى آدم عليه السّلام .
و خلق له منه زوجة واحدة هي حواء عليها السّلام.
ومن صلب هذا الزوج الكريم جاءت شعوب الأرض جميعاً.
ألم يكن في مقدوره جلّ وعلا علواً كبيرا: أن يجعل لأبينا آدم عليه السّلام أربع زوجات بل العشرات ؟ .
الحق في ذلك أن الكرامة للإنسان أن يكون زوجا وليس ثلاثة أو أربعة.
والمراد الأخير للإنسان أن يكون في النهاية كما كان في البداية.
قال تبارك وتعالى:
{ يوم نطوي السّماء كطيّ السّجلّ للكتب
كما بدأنا أوّل خلق نُعيده وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين }
[104 الأنبياء]
كذلك جعل لها حقّا مقابل حملها وإرضاعها لولده في حال انفضاض علاقة الزواج بينهما بالطّلاق.
قال الرءوف الرحيم سبحانه وتعالى :
{ أسكنوهنّ من حيث سكنتم مّن وُجدكم ولا تُضارّوهنّ لتُضيّقوا عليهن
وإن كنّ أولات حمل فانفقوا عليهنّ حتّى يضعن حملهنّ
فان أرضعن لكم فآتوهنّ أجورهنّ
و أتمروا بينكم بمعروف
وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى }
[6 الطّلاق].
هذا وبعد أن كانت متاعاً مملوكاً يتوارثه الأبناء عن الآباء جاء التشريع الحكيم فوسع دائرة المحرّمات من النساء. قال {الله} تبارك وتعالى:
{ حُرّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرّضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم و حلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلاّ ما قد سلف إنّ الله كان غفوراً رحيما
والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم
وأحل لكم ما وراء ذالكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليماً حكيما}
[24 النساء]
ألا فما أعظم هذا التشريع الّذي حرر هذا الكم الهائل من النساء من استعباد الرجال ابتداء من الأمهات وإلى حلائل الأبناء والجمع بين الأختين والمحصنات من النساء. فما أسعد المرأة بهذا التشريع الحكيم.
و بعد أن حرر الإسلام المرأة اجتماعيا، كذلك حررها اقتصادياً فجعل لها حقاً في الأموال. فبعد أن كانت من ضمن الممتلكات الّتي يتوارثها الرجال عن بعضهم، أصبح لها حقّاً في الميراث. قال {الله} الحكيم المقتدر جلّ جلاله:
{ يُوصيكم الله في أولادكم للذّكر مثل حظ الأنثيين
فإن كنّ نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك
وإن كانت واحدة فلها النّصف
ولأبويه لكلّ واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد
فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمّه الثلث فإن كان له إخوة فلأمّه السدس من بعد وصيّة يُوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيّهم أقرب لكم نفعاً فريضة من الله إنّ الله كان عليماً حكيما }
[11 النساء].
وبعد أن كانت لا اعتبار لها جعل الإسلام لها حقّا مدنياً وموقعاً مؤهلا لإبداء الرأي والشهادة لإثبات الحقوق.
قال {الله} تبارك وتعالى الغفور الودود ذو العرش المجيد:
{ واستشهدوا شهيدين من رجالكم
فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء
أن تضلّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى }
[282 البقرة]
ولقد وردت هذه الترقية للمرأة ضمن الآية الكريمة الّتي تحدّد شروط كتابة المعاملات المالية وإبرام العقود. و لأن يكون للمرأة نصف قيمة ما للرجل من اعتبار قانوني، لهو خير وأرفع درجة ممّا كانت عليه قبل الإسلام.
هذه نمازج علي سبيل المثال لما كانت عليه مكانة المرأة قبل وبعد مجيء الإسلام قبل أربعة عشر قرناً من الزمان.
فماذا وكيف هي المرأة المعاصرة اليوم؟
الشاهد أن مكانة المرأة اليوم قد تبلورت وبرزت إلى منابر تكاد أن تتطابق مع مستويات منابر الرجل من حيث الالتزام والكفاءة والمقدرة على القيام بمسئولية أداء الواجب الإنساني العام تجاه الآخرين. فسلطان العلم الّذي كان الرجل يحتكر مقوماته وآلياته قد تأذّن {الله} العليم الخبير بأن يكون مشاعا لدى الجميع.
و إنك اليوم بالكاد تجد مجالاً لم تطرقه المرأة، حتى أنها في بعض المجالات بزّت الرجل وتفوقت عليه.
هذا بالإضافة إلى مجالها الطبيعي المفطورة عليه والّذي لا ولن يستطيع الرجل أن ينافسها فيه ألا وهو مجال الأمومة. فهي الحِجْر الّذي يُخرّج الأمم.

قال الشاعر:-
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
و لا أرى بأنني أحتاج في هذا المقام أن أُعدد المجالات الّتي طرقتها المرأة كتفاً بمحاذاة كتف الرجل. غير أنه لا بدّ لنا من أن نتعرّض لمجال ارتادته المرأة واعتلت فيه أعلى المناصب والّذي يدلّ ويكشف بصورة واضحة جليّة الإذن الإلهي بحلول وقت وميعاد تطبيق شريعة {الله} علي مستوى الّتي هي أحسن.وذلك هو مجال القضاء:
فالمرأة الّتي أعطاها مستوى الحسن من الآيات نصف قيمة شهادة الرجل، قد جعلها {الله} الآن في يومنا هذا الذي نحن نعيشه، جعلها قاضية تحكم بالعدل في أمر الرجال والنساء معاً.
هذه المرأة الإنسان المعاصر لن ولا يمكن أن تستجيب لدعوة للإسلام تقول لها تعالي إلى دين {الله} الحق وسيكون من الحقوق الّتي يوفرها لك: ربع الحق في الزوج؛ ونصف ما للرجل من حق في الميراث وفي الشهادة.
و لكنها حتماً ستستجيب إن دعوتها إلي دين {الله} الحق الّذي يساويها بالرجل في جميع الحقوق والواجبات.
ولعل من يسأل: فأين هذا في شريعة الإسلام؟
و قبل أن نتعرّض للإجابة على هذا التساؤل لابد من أن نقرر حقيقة واقعة ومشهودة فنسأل بدورنا: أين هو التطبيق الكامل للشريعة على مستوى الآيات الحسنة في جميع أنحاء الأرض بصورة عامة. وبصورة خاصّة جداً في الدول تتصدر تحكيم الشريعة الإسلامية ؟!
ومن ثمّ نعود للإجابة على السؤال:
قلنا أن شريعة الإسلام السمحة قامت وفق نصوص من آيات الذكر الحكيم تحدد المستوى الحسن فيما أنزل إلينا من ربّنا. و ستظل على ما هي عليه إلى أن يرث {الله} الأرض وما عليها ما لم يكن هناك في القرآن العظيم آيات أخرى أحسن من تلك. و حينئذ وجب إتّباع وتطبيق ما تنصّ عليه الآية الأحسن وذلك محكوم بالإذن الإلهي الّذي نجده قد حلّ علينا بآياته التي تشير وبكلّ وضوح إلى صعوبة وعدم إمكانية تطبيق المستوى الحسن من تشريع المعاملات. و إن لم نفعل ذلك فلننتظر أن يأتينا العذاب بغتة ونحن لا نشعر.
أو ليس ذلك واضحا في قول {الله} تبارك وتعالى:
{ واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن ربّكم
من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون }
[55 الزمر]
فهل هناك أوضح من هذا الأمر المباشر من ربّ العالمين سبحانه وتعالى ؟ . هذا نذير صارخ الوضوح يتجلّى علينا اليوم على مدار الساعة . وعلينا أن نتدارك الأمر ونُحكّم فينا شرع {الله} الّذي يُبيّنه لنا في كلّ ساعة:
{ واتّبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربّكم }
بل ويسوقنا إليه جلّ جلاله سوقاً حثيثاً بهذا العذاب الّذي يحيط بنا من كلّ جانب. وهو جلّ جلاله يخاطبنا في كلّ وقت:
{ ومن لّم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظّالمون }
[45 المائدة]
فأيّ عذاب نعرّض له أنفسنا اليوم وأيّ ظلم وظلام نحن نمارسه اليوم ! الرجل منا جهل قدر نفسه فطغى وتجبر و أنكر حقوق أخيه الإنسان. و المرأة يئست من نيل حقوقها الإنسانية بالحق والعدل فانصرفت تسعى لذلك بطرق أخرى فشهرت سلاح الجنس والغواية علناّ وخفية فتكشّفت وكشفت عن محاسنها الجسدية وتعرّت تظنّ أنها بذلك ربما تنال حقوقها المهضومة. واختلط حابلنا بنابلنا وأتانا العذاب ، فتأقلمنا عليه ونحن لا نشعر .
و لننظر الآن إلى ما ورد في القرآن العظيم من آيات هي الأحسن في حق المرأة والّتي تناسب الواقع المعاصر للإرادة الإلهية الّتي سبق بها القضاء، المقدّرة الجارية تفاعيلها في عصرنا هذا الّذي نحن نعيش فيه الآن.
قال {الله} تبارك وتعالى :
{ ولهنّ مثل الّذي عليهن بالمعروف
وللرجال عليهن درجة
والله عزيز حكيم }
[228 البقرة]
لهنّ من الحقوق بقدر ما عليهن من الواجبات وذلك بميزان ما هو معروف وسائد من قوانين التعامل بمقتضى الحق والعدل بين النّاس. و الدين المعاملة. الدين حسن الخلق. ومن أعلى مراتب حسن الخلق العدل. والعدل معادلة الحق بالواجب.
قال الحكم المقسط العدل سبحانه وتعالى:
{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره}
[8الزلزلة]
قوله تبارك وتعالى { فمن } و { ومن } على التحقيق ليس متعلقاً بالذكر دون الأنثى. وإنما الإشارة لكليهما على درجة واحدة من الاعتبار.
ودليل آخر وحجّة تدلل على مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات قول {الله} تبارك وتعالى :
{ ولا تتمنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض
للرجال نصيب ممّا اكتسبوا وللنساء نصيب ممّا اكتسبن
و سألوا الله من فضله إنّ الله كان بكلّ شيء عليما }
[32 النساء]
ولو أننا عرضنا هذه الآيات الكريمة على ميزان قول {الله} العادل المقتدر:
{ يا أيّها الناس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا
إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم إنّ الله عليم خبير }[13 الحجرات]
وقوله تبارك وتعالى :
{ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل مّنكم مّن ذكر أو أنثى
بعضكم مّن بعض فالّذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفّرنّ عنهم سيّآتهم و لأُدخلنّهم جنّات تجري من تحتها الأنهار
ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب }
[195 آل عمران]
{ يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط
ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى
واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون }
[8 المائدة] .
هذه الآيات العظيمة تحدد لنا ميزان العدل بين الرجال والنساء. فالخطاب للرجل وللأنثى على حدٍّ سواء. والتفاضل بينهم إنما هو مستوى التّقوى عند كلّ مّنهم. و لربّ امرأة تقيّة هي عند {الله} أفضل من كثير من رجال.
والأمر المباشر من عند {الله} العزيز المقتدر هو العدل بين أطراف متكافئة:
{ ولهن مثل الّذي عليهن بالمعروف }
( سيرد لاحقاً في هذا الكتاب معنى درجة الرجال على النساء)
ولعلّ أن من أوضح المسائل في أمر هذا العدل بين أطراف متعادلة هي مسألة الحدود والقصاص في تشريع الحكيم الخبير:
{*}
{ الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين }
[2 النور]

{*}
{ والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء
فاجلدوهم ثمانين جلدة
ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون }
[4 النور]

{*}
{ والسارق والسارقة
فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا
نكالاً من الله والله عزيز حكيم }
[38 المائدة]



{*}
{ إنّما جزاء الّذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً
أن يُقتلوا أو يُصلّبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف
أو يُنفوا من الأرض
ذلك لهم خزيٌّ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم }
[33 المائدة]
{*}
{ وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس والعين بالعين والسنّ بالسن
والجروح قصاص فمن تصدّق به فهو كفّارة له
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظّالمون }
[45 المائدة]
الشاهد أن شريعة الحدود هي قوانين معاملات الحقوق العامة وهي لم تمييز بين رجل وامرأة وإنما تعاملهم على حدّ سواء فكلاهما مسئول أمام القضاء مسئولية فردية.
قال {الله} تبارك وتعالى:
{ إن كلّ من في السّماوات والأرض إلاّ آتي الرّحمن عبدا *
لقد أحصاهم وعدّهم عدّا * وكلّهم آتيه يوم القيامة فردا }
[95 مريم]
{ ولا تزر وازرة وزر أخرى
و إن تدعُ مُثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة
ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه وإلى الله المصير }
[18 فاطر]
ولقد ثبّتت الشريعة السمحة شهادة المرأة بصورة متكافئة مقابل شهادة الرجل فيما يتعلق بجريمة القذف. فانظر وتأمل في هذه الآيات الحكيمة المحكمة.
قال تبارك وتعالى:
{ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم
فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين *
و الخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين *
ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين *
و الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين *
ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم }
[ 10 النور ]






استعادة كرامة الإنسان

قال رسول {الله} محمد بن عبد {الله} رسول المحبة والهداية والخلاص عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
( رأيت قوما من أمّتي على منابر من نور
يمرون على الصّراط كالبرق الخاطف
نورهم تشخص منه الأبصار
لا هم بالأنبياء ولا هم بالصّدّيقين ولا هم بالشهداء
إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس )

الكرامة
قال أكرم القائلين تبارك وتقدست أسماؤه الكريم الحليم المتعال:
{ و لقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم مّن الطّيبات وفضّلناهم على كثير مّمّن خلقنا تفضيلا }
[70 الإسراء]
فإذا وضعنا هذه العبارة الكريمة على ميزان كمال وجمال وجه { الله }جاء قياسها في قول {الله}في الحديث القدسي:
{ خلقت الأكوان للإنسان وخلقت الإنسان لي }
إذن فكرامة الأكوان من كرامة الإنسان.
وكرامة الإنسان من لدن كرامة وجه { الله }الكريم المتعال.
و وجه {الله } الأعظم هو { الرحمن }.
{بسم الله الرحمن الرحيم}
[ 1 الفاتحة ]
و وجه {الرحمن} الأعظم هو الإنسان الذي خلقه { الرحمن } في أحسن تقويم.

{ الرّحمن * علّم القرآن * خلق الإنسان * علّمه البيان}
[ 4 الرحمن ]

{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم }
[4 التين]
الرحمن هو اسم { الله } الأعظم الذي انبثقت عنه الرحمة التي وسعت كل شيء.
{ قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء }
[ 156 الأعراف ]

الإنسان والأكوان توأم يخاطبهم الرحمن.
الإنسان قمة وقاعدة. قمته إنسان وقاعدته بشر.والأكوان كذلك قمة وقاعدة . قمتها الروح { العلم } وقاعدتها المادة في صورها المختلفة.
{ الرحمن * علّم القرآن * خلق الإنسان * علّمه البيان *
الشمس والقمر بحسبان * والنجم والشجر يسجدان *
والسماء رفعها ووضع الميزان *
و أقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان*
والأرض وضعها للأنام * فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام *
و الحب ذو العصف والريحان * فبأي ألاء ربكما تكذبان}
[13 الرحمن]

استعادة كرامة الإنسان تكون بالخروج به من أسفل سافلين التي رد إليها والصعود به إلى أعلى عليين المبشر بها.
{ والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين *
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثمّ رددناه أسفل سافلين *
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون *
فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين }
[ التّين]
{ أليس الله بأحكم الحاكمين} هذه جوابها:
{ بلى وهو الخلاق العليم *
إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون*
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون}
[83 يس]

ولعل أن من أنجع الوسائل التي يتوسل بها للخروج من أسفل سافلين هي العلم والعمل بما يقتضيه العلم من خلق قويم. فإن أسفل سافلين تعني ( الجهل ) في قمة معانيه السبعة.
ولعل أن أول مدارج العلم هو الإيمان.
{إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون }
ورد في ديواننا ( سوّاح في طريق المحبة ) ما يلي :

كرامة الإنسان
{الله} هو {الله}
هو اسم تسمى في حضرة الوجد قبل الصور والألوان
الرحمن صفة بها وسع الخلائق كلها وجوداً ظاهراً يبدو في كل آن للعيان
هي العقل المثنى فالق الحب للإدراك فرق السبل قسّم النجدان
الرحيم هو الصفاء خلاصة الأمرين ملك الجمال لديه العاشقين يختصمان
مالك يوم الدين هو المعبود المنادى ذو الجلال والكرامة للهداية مستعان
هو العلم بالتطابق قولاً وفعلاً تراه في كل لحظة وجدٍ يشع من هنا والآن
والإنسان ما أدراك ما الإنسان لمّا يأت بعدما زال في رحم الزمان
النفخ إيقاعٌ على مرقاة سبع درجات مثاني على الوتر يختصمان
والخلق جاء منسقاً في أحسن تقويم وتلك كرامة الإنسان
فلا غباء في التصوير والتسوير بل الذكاء مقسم بعدالة الفنان
الناس يدفع بعضهم بعضاً والخطوط جميعها خضر مياسة الأفنان
الشقاء والبؤس معامل الصقل والعود يفوح بلسعة النيران
الظواهر تفنى وهي جارية وجذوة النار تتقد في باطن البركان
فالأجسام تشيخ وتبلى والحياة تسير لا تكف عن دوران
توربينة التوليد تدور تبعث ناراً ولكن مآلها الزوغان
فلا تبخس لأخيك بادرة فعازف الكمان يغني بكل مكان
و لا تنصّب نفسك حكماً فالأمر من قبل ومن بعد للحنان
ولا تبتئس فما فاتك شيء الحق في الرق منشوراً هنا والآن
لا تكذب تنمق حالا غير مرتسم فلا الكذب والحق يجتمعان
تطابق القول والفعل منازل الكرماء والصفاء والعكر على الدوام يفترقان
فلا تكذب تكن حراً شامخاً مرفوع الرأس متناغم البنيان
وإذا رأيت نيوب الليث بارزة فابحث فيك عن غضبان
لا تقدّم السوء بالناس ظناً فالكل مشمول برحمة المنان
و بعض الظن إثم فتحاش هاوية وحسن الظن ثقة في حكمة الرحمن
كرامة الإنسان من كرامته والذكاء مرآة فيها يرى نفسه الديان
الحب ترياق كالسيل يجتاح كل عائقة والكراهة زبد لا تعوق عن جريان
كل الأشياء في حماك نافعة إلا كلمة غير طيبة في الحال تخسر الميزان
فقم بنا يا صاح نفرح وبالتهليل والتكبير نسعى
ونطوف بالبيت منصوباً هنا والآن
يتبع ( مفتاح أبواب الكرامة )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف هاشم محمد نجم
عضو جديد



ذكر
عدد الرسائل : 8
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/09/2011

المرأة رفيق درب وليست تابع Empty
مُساهمةموضوع: تابع :المرأة رفيق درب وليست تابع ( مفتاح أبواب الكرامة )   المرأة رفيق درب وليست تابع I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 20, 2011 1:36 pm

مفتاح أبواب الكرامة
إن أول وأوسع الأبواب المؤدية إلى تحقيق الكرامة هو الصدق:
{ و قل رّبّ أدخلني مُدخل صدقٍ وأخرجني مُخرج صدقٍ
واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا}
[80 الإسراء]

وقد أكّد الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم هذا حين قال:
( لا يزال المريء يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند {الله} صدّيقاً
ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند {الله} كذّاباً )
ولقد سُئل عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن المؤمن هل يكذب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام وبصورة قاطعة: ( المؤمن لا يكذب )
وإن أكبر مقومات النصر هو الصدق.
و النصر إنما يكون على الأعداء.
و إن أعدا الأعداء هو نفسك التي بين جنبيك.
ومعروف أن الجهاد الحق هو جهاد النفس. فقد كان رسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه أفضل صلوات {الله} وسلامه، عندما يرجع من ساحات القتال، يقول:
(رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، ألا وهو جهاد النفس )
و لعل من أعظم ما يقال عن هذا هو قول الحق عزّ وجلّ يخاطب نبيه وحبيبه الأعظم:
{ فقاتل في سبيل الله لا تُكلّف إلا نفسك }
[84 النساء]

وقد قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يشرح هذا القول الحكيم الكريم:
( إن أعدا أعدائك نفسك التي بين جنبيك )

وعن هذا يقول المولى عز وجل :
{ و أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى *
فإن الجنة هي المأوى }
[41 النازعات ]
ومعروف بأن جنة المأوى هي أعلى الجنان:
{ عند سدرة المنتهى* عندها جنّة المأوى}
[15 النجم]
و إذا كان مقعد الصدق هو واحد من أعلى منابر حسن الخلق:
{ إن المتقين في جنات ونهر *
في مقعد صدق عند مليك مقتدر }
[55 القمر]
فإن موطن الكذب في أسفل قاع سوء الخلق في أسفل سافلين.
والذي يكذب ويتحرى الكذب يتدنى به الكذب إلى أسوأ صفة توصف وهي الدناءة.
و رمز الدناءة هو الخنزير ومن أجل ذلك حُرّم أكل لحمه:
{ إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهل به لغير الله
فمن اضطُرّ غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه
إن الله غفور رحيم }
[173 البقرة]
( الخنزير يشرب برميلا من الماء لأجل أن يصل إلى حبة ذرة في القاع )
وإذا كان حسن الظن هو واحد من أعمدة قيم الصدق وحسن الخلق، فإن سوء الظن، وصفته الريبة، هو من أعتي العوامل المؤدية إلى الانهيار إلى حضيض هاوية السفالة و الانحطاط. وقد قلنا عن ذلك:

وأن تحسن الظن بالناس فذاك حسن الظن ب{الله}
لا تقدم السوء بالناس ظناً فالكل مشمول برحمة المنان
وبعض الظن إثم فتحاش هاوية وحسن الظن ثقة في حكمة الرحمن
ظلال جنة الصدق وارفة و قطاف ثمارها دانية
أنهار صفو صفائها جارية والمفتاح حسن الظن ب{الله }
حسن الظن بالإنسان


الشريعة

الشريعة هي مدخل الدين. هي المدخل الرئيسي لحظيرة الدين. وليس من سبيل آخر للدخول في الدين غير الابتداء بالعمل بها.
من أنكر أو فرّط أو تهاون في الالتزام بركن من أركانها فهو خارج الدين. ومن يعمل بها ويلتزم أركانها بلا زيادة أو نقص، فإنه واقف على عتبة الدخول إلى الدين. تقول: شرع شريعة إلى الماء؛ أي اتخذ طريقاً إليه. و المكان الذي يقف فيه من يود أن يرد الماء أو أن يستقل مركباً يعبر به إلى شاطئ آخر: يسمى: مُشرع.
فالشريعة هي الطريق الوحيد الذي يتخذه العباد في سبيل الدخول إلى الدين. الشريعة هي الدين ولكن ليست هي جماع الدين , و إنما هي طرف البداية للدين مما يلي العباد . أما جماع الدين, أو قل: طرف النهاية للدين إنما هي عند {الله} ألعلي العزيز القدير.
قال تبــارك وتعالى:
{ إن الدّين عند الله الإسلام }
[19 آل عمران]
وبداية الإسلام هي الشريعة. هي الفروض والأركان التي وُضعت كحدٍ أدنى لتنظيم حياة الناس: علماً، وعملاً بمقتضى العلم ،و على قدر العقلية السائدة وإمكانية التطبيق المتاحة. يتخذها الناس منهاجاً لتنظيم وترشيد حياتهم النفسية، الجسدية، الفكرية، السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية.
والشريعة تعتمد ظاهر العمل وفق متطلبات مستوى الإسلام في طرف البداية. فمن شهد قولا باللسان أنه {لا إله إلاّ الله} وأن محمداً رسول {الله} وأقام الصّلاة وآت الزكاة وصام رمضان والحجّ لمن استطاع إليه سبيلا؛ فقد دخل الإسلام وعصم دمه وماله. ذلك حتى ولو كان منافقاً في كلّ ما قال وما فعل. وهذا معنى أن الشريعة عليها بالظاهر.
قال تبارك وتعالى:
{ قالت الأعراب آمنّا قل لّم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا
ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم }
[14 الحجرات]
هذا هو الإسلام في طرف البداية وهو مستوى دون الإيمان. أمّا الإسلام في طرف النهاية هو أعلى بكثير فوق الإيمان. هو يأتي بعد أن تقطع وتُستوفى درجات الإيمان، فالإحسان ثمّ ترتقي مراقي: علم اليقين، فعلم عين اليقين، ثمّ علم حق اليقين. بعد ذلك يتحقق الدخول في الإسلام الحق الّذي هو طرف النهاية:
{ إنّ الدين عند الله الإسـلام }
[19 آل عمران]

وأول من تفضّل {الله} عليه بنعمة تحقيق هذه الدرجة من الإسلام هو محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم.
قال تبارك وتعالى:
{ قل إنّني هداني ربّي إلى صراط مستقيم
ديناً قيما ملّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين *
قل إنّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين *
لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أوّل المسلمين }
[163 الأنعام]

ولقد تقلّب خليل {الله} إبراهيم عليه السّلام في مراقي الإيقان حتى أسلم.
قال تبارك وتعالى :
{ وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى
قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي
قال فخذ أربعة مّن الطّير فصرهنّ إليك
ثمّ اجعل على كلّ جبل مّنهن جزءاً ثمّ ادعهنّ يأتينك سعيا
واعلم أنّ الله عزيز حكيم }
[260 البقرة]
وبعد أن أتمّ {الله} للخليل عليه السّلام أن يطمئن على الإيمان تفضّل عليه بالدخول إلى مراقي الإيقان. قال تبارك وتعالى :
{ وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهنّ قال إنّي جاعلك للنّاس إماما
قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظالمين }
[124 البقرة]

وقال تبارك وتعالى :
{ وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السّماوات والأرض
وليكون من الموقنين }
[75 الأنعام]
ثمّ جاءه الفضل الأكبر بالإسلام :
{ إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لربّ العالمين }
[131 البقرة] .
لعلّ الفرق بين الإسلام في طرف البداية والإسلام في طرف النهاية قد بات واضحاً. فلا يمكن أن يكون إسلام المصطفى عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم وإسلام الخليل عليه السّلام هو بعينه ذلك الإسلام الّذي ردّ {الله} تبارك وتعالى إليه الأعراب حين قال تبارك وتعالى :
{ قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا
ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم }
[14 الحجرات]
وجاءت شريعة الإسلام جامعة لخصائص الشريعتين السابقتين :
{ شريعة موسى عليه السلام
وشريعة عيسى عليه السلام }
و مكملة لنهج تسيير الحياة وفق ما جدّ على العقل البشري من تطور.
قال الحكيم الخبير :

{ الم * الله لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم * نزّل عليك الكتاب بالحقّ
مصدّقاً لما بين يديه وأنزل التّوراة والإنجيل *
من قبل هدى للنّاس وأنزل الفرقان
إنّ الّذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد
والله عزيز ذو انتقام }
[4 آل عمران]


وقال تبارك وتعالى :
{ وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً لتكونوا شهداء على النّاس
ويكون الرّسول عليكم شهيدا }
[143 البقرة]
الشريعة هي الوسيلة التي يتوسل بها عباد الرحمن للدخول والصعود إلى مراقي الدين. ينشدون الغايات الموصوفة لهم و النتائج المرجوة والمؤكد تحقيقها لو أنهم سلكوا الطريق الصحيح إليها.و لأن الوسائل الصحاح لابد أن تكون من جنس الغايات الكريمة فإن الشريعة هي الدين موضوعاً في أبسط وأسهل صوره مقرّباً وفق مستوى واقع الناس الفكري والاقتصادي والاجتماعي. قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم:
( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم )
هذا شرح على الآية الكريمة:
{ بالبيّنات والزّبر وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للنّاس ما نُزّل إليهم
ولعلّهم يتفكّرون }
[44 النحل]
في هذه الآية الكريمة: الإنزال غير التنزيل.
أُنزل الذكرُ:{ القرآن } كله وخُتمت بذلك النبوة. فلن يكون هناك إنزال جديد أو مستأنف. أما التنزيل فهو كما قال النبي صلى {الله} عليه وسلم:

(نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم)

مخاطبة الناس بما يمكن لعقولهم أن تدركه من هذا القران العظيم. و بما يمكنهم العمل به. والأمثلة على ذلك مستفيضة.
قال جلّ وعلا:
{ و إن خفتم ألاّ تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء
مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة
أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألاّ تعولوا }
[3 النساء]

وقال سبحانه وتعالى:
{ و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم فلا تميلوا كلّ الميل فتذروها كالمعلّقة وإن تصلحوا وتتّقوا فإن الله كان غفوراً رّحيما }
[129 النساء]
المطلوب في ميزان أعلى قيم الاجتماع الحياتية هو الزوج الواحد من ذكر وأنثى. الرجل الواحد يتزوج امرأة واحدة. والمرأة الواحدة ليس لها إلا زوج واحد. ولم يكن من الحكمة في ذلك الوقت أن يقضي التشريع بزواج الواحدة فقط، ذلك لأن الرجل في ذلك الوقت كان يتزوج العديد من النساء، كما كان يمتلك عشرات الإماء. وكان ذلك هو العرف السائد حينذاك.
قال {الله} تبارك وتعالى يوجّه نبيّه عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }
[199 الأعراف]
بالإضافة إلى وضع المرأة في المجتمع فقد كانت تعتبر ضمن ما يستطيع الرجل أن يمتلك منه العدد الذي يشاء حسب إمكانياته من مال وسلطة. كذلك كانت البنت تعتبر مما يجر العار على أهلها، فكان التشديد على حراستها، ومن لم يكن يستطع أن يصونها من الخطف والسبي كان يدفنها حيّة.
{ وإذا الموءودة سُئلت * بأيّ ذنب قُتلت }
[ 9 التكوير]
و مثال آخر: قام تشريع المال على الزكاة بمقاديرها وأوقاتها المعروفة. وحتى عن هذه أحجم بعضهم وقالوا: [ إننا نصلي ونصوم ولكننا و{الله} لا نؤتي أموالنا ] والإشارات في القرآن عن أن الزكاة ليست هي المطلوب الأخير مستفيضة ومتعددة.
قال {الله} تبارك وتعالى:
{ وآتوهم مّن مّال الله الّذي آتاكم }
[33 النور]
قال :{ من مال الله }
أمّا في آية فرض الزكاة فقد قال :{ خذ من أموالهم }
ولعلّ مسألة التدرّج في التشريع واضحة هنا لا لبس فيها ولا غموض.
وقال النبي الكريم صلى {الله} عليه وسلم:( في المال حق غير الزكاة )
وقال تباك وتعالى :
{ والله فضّل بعضكم على بعض في الرّزق
فما الّذين فُضّلوا برادّي رزقهم على ما ملكت أيمانهـم
فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون }
[71 النحل ]
وقال جلّ وعلا لتحديد القيمة العليا في مسألة إنفاق المال:
{ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو }
[219 البقرة]
الأنبياء عليهم السلام، خاطبهم الرب سبحانه وتعالى على قدر عقولهم التي أعدّها وهيّأها سلفاً لتلقي هذا الخطاب العظيم. و في حق نبيّنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم كان الخطاب من المولى عزّ وجلّ هو مسك الختام. وعنده؛ صلى {الله} عليه وسلم، خُتم الوحي من {الله} تبارك وتعالى. وبذلك خُتمت النبوّة. وبختم النبوّة اكتمل وضع الدستور الذي ينظم حياة البشر؛ ليس المسلمين فحسب، وإنما جميع العالمين: الإنس والجن. و هو في حقيقة الأمر دستور الحياة منذ انبثاقها وإلى أن يرث {الله} الأرض ومن عليها؛ لا بل و حتى تلقى الحياة ربها حيث لا حيث وعند لا عند.
وعليه فإن كل الذي أراده {الله} سبحانه وتعالى أن يُقال: قد تمّ قوله وإنزاله. ولن يكون هناك قول جديد يُقال أو يُنزل:
( رُفعت الأقلام وجفت الصحف )
هذا في حق الإرادة الإلهية الحكيمة. أما فيما يتعلق بالحياة وأحيائها، فإن كل يوم جديد يكشف أُفقاً كان مخفي. ويكون فيه إدراك أوسع يتطلب تنظيماً يوافق الاحتياجات الحياتية المستجدة الظهور، ويواكب القدرات الفكرية المتوسعة. و هذا يعني أن التنزيل مستمرّ بمعنى أن كلّ يوم جديد يكشف لنا {الله} فيه فهماً جديداً لم يكن في اليوم السابق معروفاً.
{ كل يوم هو في شأن }
وهذا ممّا طالعنا من فهم لحديث المصطفى عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
( خالق غدٍ يأت برزق غدٍ كلّ غدٍ )
ذلك أنّ الرّزق ليس ماديّاً فقط وإنّما هو أيضا رزق العلم والمعرفة. و طالما أن دستور الحياة العام موجود ومكتمل فإنه، قولاً واحد، يشمل الحلول الشافية لكل إشكال من إشكالات الحياة المستجدة الظهور.
قال {الله} تبارك وتعالى :
{ بالبيّنات والزّبر و أنزلنا إليك الذكر
لتبين للناس ما نُزّل إليهم ولعلهم يتفكرون }
[44 النحل]
قلنا أن التنزيل يعني التبيين من القرآن على قدر ما يحتاجه ويستوعبه الناس حسب قدر عقولهم، ووفق واقع المقدرات الحياتية الواقعية؛ وفي نفس الوقت يندبهم ليتفكروا. وهذا هو ما يقرره القرآن.
قال تبارك وتعالى:
{ لا يكلّف الله نفسا إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت }
[286 البقرة]
و من ضمن القدر الذي نُزّل كانت الشريعة. والشريعة معاملة وعبادة. العبادة وسيلة للمعاملة. ألم يقل من أُوتيّ جوامع الكلم عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
( الدين المعاملة ) و ( الدين حسن الخلق )
و ( حسن الخلق خلق{الله} الأعظم )
والعبادات هي الوسيلة الناجعة لإذكاء الفكر. {الله} سبحانه وتعالى وضع الأهداف نصب أعيننا ووضع الآلية التي إن استخدمت بإحسان لابد وأنها تقودنا قُدما نحو التحقيق والوصول إلى تلك الغايات المرجوّة. ولأن غاية الغايات هي وجه الكريم المتعال، فإن اكتمال الإنزال لا يعني تمام التبيين.
يمكن القول أن اكتمال الإنزال يعني تمام التبليغ. أما التبيين فقد تم بقدر استعداد المبلغين بالأمر. ولا يزال التبيين مستمراً إلى يوم الدين. الرسول عليه الصلاة والسلام في أول الأيام وفي أثناء تواجده مع الناس بشخصه الكريم المشرّف بشرف النبوّة قام بمهمة التبيين على قدر العقل آنذاك خير قيام. ولكن بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى أصبح التبيين من مهمات العقول المستنيرة المؤدبة بأدب القران الكريم والسنة المشرّفة. قال عليه الصلاة والسلام:
( تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا أبداً كتاب {الله} وسنتي )
ولقد قال عليه الصلاة والسلام مبيناً للناس سبل التبيين المستمرة إلى يوم الدين:
( من عمل بما علم أورثه {الله} علم ما لم يعلم )
إذن فوسيلة التبيين هي: العمل بمقتضي ما عُلم. فإن تمّ ذلك بإحسان أورث {الله} العامل بقدر علمه مزيداً من العلم.
قال جلّ وعلا:
{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم
حتىّ يتبيّن لهم أنه الحق
أو لم يكف بربّك أنّه على كلّ شيّء شهيد }
[ 53 فُصّلت]
فبقدر ما أراده {الله} سبحانه وتعالى للناس أن يطالعوه من آفاق يكون مستوى فهمهم ومستوى تطبيقهم. لو أن الناس أحكموا التطبيق للذي علموه من أحكام وُضعت على قدر إمكانيات استيعابهم، لانفتحت لهم الآفاق على مستوى أعلى وأرفع من المعرفة. و بذلك كلما زاد العلم والمعرفة: اتسعت رقعة الحركة في التطبيق:
( من عمل بما علم أورثه {الله} علم ما لم يعلم )
وقال {الله} تبارك وتعالى:
{ واتقوا الله ويعلّمكم الله والله بكلّ شيء عليم }
[282 البقرة]
ومعلوم أن التقوى معناها العمل بالشريعة بإحسان: تطبيق أحكامها واجتناب نواهيها. فإن كُتب للإنسان أن يفي حق التطبيق لما علمه من أحكام شرعية؛ امتدّ بصره إلى الأمام ليجد أنه مازال في بدايات الطريق؛ وكما أسلفنا القول فإن الشريعة هي الطريق الذي يقودك إلى داخل حظيرة الدين، ولأن الشريعة هي طرف الدين مما يلي السائرون إلى الديّان فإنه ليس لأحد أن يقول بأنه قد اكتمل دينه: لأنه يؤدي ما عليه من فروض وفق أحكام الشريعة؛ ذلك لأن هذه الفروض هي الحد الأدنى من [ علم: وعمل بمقتضى العلم ] وأن ما دونها خروج عن الحظيرة. وأن هذه الفروض هي قاعدة التكليف، هي أساس البنيان الذي يُراد له أن يقوم على ركائز ثابتة وأساس متين.
فإن تمّ هذا، بدأ المتديّن وشرع في الدخول إلى الدين.
وكلما شاء {الله} له أن يتوغل: شاء له أن يزداد معرفة وبذلك يرتفع مستوى تكليفه ومن ثمّ تتسع دائرة تطبيقه ومن ثمّ يعلو بنيانه:
{ لا يُكلّف الله نفساً إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } [286 البقرة]
وبقدر أهل العزم تأتي العزائم.
هذا البنيان هرم لولبيّ لا سقف محسوس له لأن قمته عند {الله} بديع السماوات والأرض، حيث لا حيث وعند لا عند.
الشريعة هي الدين وبذلك هي مطلقة إطلاق الدين. فهي لا حدود لها ولا يستطيع أحد أن يقول بأنه قد اكتمل تشرّعه. ذلك لأن الشريعة جسم لولبي مطلق شأنها هو شأن {الله} عز وجلّ فهي مستوعبة لمقتضيات كل يوم جديد في مسيرة نمو وتطور العقل البشري. و الذي يمكننا من أن نتصور آلية سير نموه وتطوره هو عصا الأعمى:
يقدمها أمامه ليؤمّن مساحة آمنة أمامه؛ فمكان وضعها تحرّك إليه. ثمّ يقدمها؛ وهكذا فكلما قطع مسافة، امتدّت أمامه مسافة أخرى.
و بسبيل التفصيل: فإن هذا الحد الأدنى من الأحكام الشرعية ورد في حديث جبريل عليه السلام. الحديث يرويه عمر بن الخطاب رضي {الله} عنه قال:
{ بينما نحن جلوساً عند رسول {الله} صلى {الله} عليه وسلم إذ أقبل علينا رجلٌ شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد؛ فجلس إلى النبي صلى {الله} عليه وسلم: وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه ثمّ قال:{ يا محمد أخبرني عن الإسلام } ؟
فقال رسول {الله} صلى {الله} عليه وسلم:
( الإسلام أن تشهد ألا إله إلا {الله}وأن محمداً رسول {الله}
وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة وأن تصـوم رمضان
وأن تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا )
قال:{ صدقت }
قال عمر رضي {الله} عنه: فعجبنا له يسأله ويصدّقه.
ثمّ قال:{ فأخبرني عن الإيمان }؟
قال النبيّ صلى {الله} عليه وسلم:
( الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره )
قال : { صدقت }
قال :{ فأخبرني عن الإحسان } ؟
قال عليه الصلاة والسلام:
( الإحسان أن تعبد {الله} كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
وانصرف الرجل.
فلبث النبيّ صلي {الله} عليه وسلم مليّاً ثمّ قال:
( أتعلمون من هذا )؟
قلنا: {الله} ورسوله أعلم.
فقال رسول {الله} صلي {الله} عليه وسلم :
(هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )
اقرأ: ( يعلّمكم دينكم )
قال دينكم ولم يقل: يعلّمكم الدين أو يعلّمكم دين {الله}.
قال تبارك وتعالى:
{ شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط
لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم * إنّ الدّين عند الله الإسلام }
[19 آل عمران]
وبطبيعة الحال ليس الإسلام المشار إليه هنا هو ذلك الإسلام الّذي رُدّ إليه الأعراب حينما قالوا: آمنّا. وإنما هو الإسلام الحق الّذي قال عنه المولى تبارك وتعالى:
{ أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض
طوعاً وكرهاً وإليه يُرجعون }
[83 آل عمران]
فإذا وضعنا في الحسبان قول النبيّ صلى {الله} عليه وسلم:
( نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم )
نعلم أن الذي جاء به جبريل عليه السلام من دين يعلمه الناس في ذلك الوقت وفي ذلك المجلس المشرّف ، هو الحد الأدنى من الدين جاء به على قدر استعداد الناس على الفهم والتقبّل في ذلك الوقت لطفاً من {الله} ورحمة بالعباد. و هم ليس مطلوب منهم أكثر من ذلك:
{ لا يُكلّف الله نفساً إلاّ وسعها }
فإن هم فعلوه بصدق فقد أفلحوا. و لقد ورد في الأثر أن أعرابياً جاء إلى رسول {الله} صلى {الله} عليه وسلم وسأله عما يجب عليه أداؤه. ثمّ قوله بأنه سيؤدي ما عليه ولا يزيد. ثمّ قول النبيّ الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم:

( أفلح إن صدق )

وأفلح تعني نجح في الدخول إلى الدين. والنجاح ليس له حدود لأن كماله عند {الله} سبحانه وتعالى.
و التكليف إنما يكون بقدر الإدراك لمعالم الشريعة. و لأن معالم الشريعة هي معالم الدين؛ ولأن معالم الدين هي معالم المعرفة ب {الله} القدوس السميع العليم؛ فإن التكليف ليس له حدٌّ محدود ونهاية ينتهي عندها المُكلّف. وبقدر أهل العزم تأتي العزائم. فحين كان تكليف الناس آنذاك هو هذه الأركان الخمس المعروفة كحدٍ أدنى لا يُقبل النزول عنه؛ كان تكليف النبيّ صلى {الله} عليه وسلم أكبر من ذلك وبلا حدود يمكن أن يقف عندها. ولا يُقال بأن تكليف النبيّ صلى {الله} عليه وسلم سيظل هكذا غير مفروض على الأمة وذلك لأنه نبيّ.
{الله} سبحانه وتعالى يقطع علينـا هذه الحجـة:
{ لقد جاءكم رسول مّن أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم
حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم }
[128 التوبة]
ولقد قال النبيّ صلى {الله} عليه وسلم لذلك الأعرابي الذي جاء وأُخذ بهيبته صلى {الله} عليـه وسلم؛ قال :
( هوّن عليك إنما أنا بن امرأة من قريش كانت تأكل القديد )
وحين بيّن النبيّ صلى {الله} عليه وسلم للناس معالم الحد الأدنى من التكليف: ندبهم للإقتداء والتأسي به. قال {الله} سبحانه وتعالى:
{ قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني
يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رّحيم }
[31 آل عمران ]
و الإتّباع إنما يكون باقتفاء الأثر والسير خلف الخطى بوضع الأقدام على أثر الأقدام بلا زيادة أو إنقاص.
قال النبيّ صلى {الله} عليه وسلم:
( صلوا كما رأيتموني أصلي )
وقال :
( خذوا عني مناسككم )
قال {الله} تبارك وتعالى:
{ لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ
لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً }
[ 21 الأحزاب ]
محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم هو النبيّ خاتم الأنبياء؛ وهو رسول {الله} إلى الكافة.وهو كونه نبيّ له شريعة النبوّة. وهي شريعة فردية متعلقة به في مستوى نبوّته ولذلك لم يُكلّف بها عامة الناس وإنما نُدبوا للتأسي بها؛ وهم سيكون لهم الأجر إن هم فعلوها و إلا فلا إثم عليهم. هذه الشريعة الفردية هي السنة النبوية المشرفة.
و هي كما هو معلوم أنّها: { شريعة العامّة وزيادة } فعبادته صلى {الله} عليه وسلم كانت تزيد عن عبادة الأمة وهي فرض عين عليه. قال {الله} سبحانه وتعالى يوجه الأمر المباشر إلى محمد بن عبد {الله} النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
{ يا أيّها المزّمّل * قُم الليل إلاّ قليلا *
نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا *
إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلا * إنّ ناشئة الليل هي أشدّ وطأ وأقوم قيلا *
إنّ لك في النّهار سبحاً طويلا * واذكر اسم ربّك وتبتّل إليه تبتيلا *
رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا *
واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلا }
[10 المزّمّل]
هذا تكليف لم يُكلّف به الناس. بل حدث أن كان النبيّ صلى {الله} عليه وسلم يقيم الليل يصلي منفرداً بالمسجد؛ فرآه الناس وصلوا خلفه. وفي الليـلة اللاّحقة لم يخرج وصـلى في بيته. وكان أن سأله الصحابة رضوان {الله} عليهم عن سبب عدم خروجه لصلاة القيام؟
فقال عليه الصلاة والسلام:
( خشيت أن تُكتب عليكم )
ولقد خشي أن تفرض عليهم وهم في مستواهم ذلك الذي كان، و المحل فيهم لمّا يستعد بعد لأن تُفرض عليهم التكاليف النبوية العليا. و الحق أنها ستكون مفروضة في حق كل من يستعد المكان فيه معرفة ومقدرة على التطبيق. فشريعة العارف معرفته. فكلما زادت المعرفة وجب التطبيق بمقتضى مستوى العلم الذي تحقق.
{ واتقوا الله ويعلّمكم الله }
( من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم )
صلاة التراويح بدعة:
ولعله من المناسب هنا أن نتعرض لما يسمى بصلاة التراويح في رمضان.
ونؤكد بأن صلاة التراويح التي تقام سنوياً طيلة شهر رمضان المبارك تصلى بعد صلاة العشاء مباشرة ما هي إلا بدعة ابتدعها سيدنا عمر رضي {الله} عنه. وهي تعتبر بدعة حسنة بمقياس القرن السابع الميلادي.
الشاهد في الأمر هو أن جماعة الصحابة رضوان {الله} عليهم بعد أن امتنع النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن الخروج من بيته المشرف لصلاة القيام بالمسجد ليلاً، صاروا، تأسياً به، يصلون بالمسجد فرادى. كل يتخذ له موضعاً يصلي فيه جهراً.
و استمر الحال بهم هكذا حتى عهد عمر رضي {الله} عنه، حين خرج عليهم ذات مرة فوجدهم على ذلك الحال يصلون فرادى جهراً فقال: لو أننا جمعناهم على إمام.
ومنذ ذلك الوقت ظهرت صلاة التراويح.









شريعة النبوّة في المال:
وفي المال كانت شريعة النبوة هي إنفاق العفو. فهو صلى {الله} عليه وسلم لم يكن ليكتنز رزق يومٍ للغد. وكان يقول:
( لو توكلتم على {الله} حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير
تغدوا خماصاً وتروح بطانا )
ولم يكن صلى {الله} عليه و سلم، ليبيت متعشياً قط وهو يعلم أن جاره جائع. كان عليه الصلاة والسلام وكأنه يقول: الأرزاق متوفرة ومبذولة للجميع، بل وأنها مضمونة كما الحال عند الطير فلماذا الكنز والجشع والخوف من يوم غد.
وقد قال صلى {الله} عليه وسلم:
( خالق غدٍ يأت برزق غد كل غدٍ )
ولقد قال عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
( كان الأشعريون إذا أملقوا وهم في سفر افترشوا ثوباً فوضعوا عليه ما عندهم من زاد و تقاسموه بالسوية أولئـك قوم أنا منهم وهم مني )
هذا وكأنه يقول يجب أن تكون شريعة المال بين الناس أن يتقاسموه بالسوية. ولعمري أن الإسلام أحق بمساواة الناس اقتصادياً من أية نظرية أخرى.
قال صلى {الله} عليه وسلم :
( من كان عنده فضل زاد فليجد به على من لا زاد له
و من كان عنده فضل ظهر فليجد به على من لا ظهر له )
قال الراوي : فذهب صلى {الله} عليه وسلم يعدد في الفضل حتى ظننا أنه ليس لأحد حق في فضل . هذه إشارات واضحة ولا تحتمل أي تأويل، لأن هذا هو الحال الذي كان عليه هو صلى {الله} عليه وسلم. وعندما يرد القول الكريم من الرب العظيم:
{ قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم }
[31 آل عمران]0
فماذا بعد هذا ليؤكد أن المساواة الاقتصادية هي التكليف المرجو للنّاس الالتزام به.
وعلى قمّة الشريعة الفرديّة المشرّفة الخاصة بمحمد بن عبد {الله} عليه أفضل صلوات {الله} وسلامه: تكليفه؛ دون من سبق من الأنبياء الكرام؛ بتبليغ رسالات ربّه تبارك وتعالى إلى كافة العالمين: الإنس جميعهم والجنّ كلّهم ممن يعمرون الأرض ويتطاولون للعروج إلى السماء.
كلّ من سبق من الأنبياء الرسل الكرام عليهم السلام كان قد أرسل إلى قومه فقط:

{ ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات }
[47 الروم]
{ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله }
[23 المؤمنون]
{ ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله }
[45 النمل]
{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا
أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور }
[5 إبراهيم]

{ كذّبت عاد المرسلين * إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون *
إنّي لكم رسول أمين }
[125 الشعراء]
أمّا خاتم الأنبياء المشرّف بالرسالة إلى العالمين فقد قال له ربّ العالمين:
{ وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين }
[107 الأنبياء]
{ وما أرسلناك إلاّ كافة للنّاس
بشيرا ونذيرا }
[28 سبأ]
وقال {الله} تبارك وتعالى عن خاتم أنبيائه عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم:
{ هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ
ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون }
[33 التوبة]
{ هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه
وكفى بالله شهيدا }
[28 الفتح]








حقوق المرأة الإنسان:
الشريعة جسم واسع يستمد سعته من سعة اسم {الله} الرحمن الرحيم. ويحتوي في طياته على الحلول الناجعة لتعقيدات العقل البشري النامي المتطور عبر الزمن.
تنقسم الشرائع إلى قسمين:قسم يتعلق بصلة العبد بالرب ويسمى بشريعة العبادات.
وما يتعلق بصلة العبد بالعبد يسمى بشريعة المعاملات.وقد جعلت شريعة العبادات بمثابة وسيلة لتفعيل وتحسين المعاملة بين العبد والعبد.ذلك لأن العبادة في حقيقة مشروعيتها هي ليست { لله } وإنما وضعت من أجل أن يستقيم فكر العبد فينتقل بنفسه من الأنانية السفلى القائمة على حب النفس والشح والبغض والكبر إلى الأنانية العليا المفعمة بالخير للآخر تنضح محبة ومغفرة وإيثاراً ورأفة ورحمة وكرماً.
فكيف هي ليست {لله}؟
قال تبارك وتعالى:
{ إن تكفروا فإن الله غنيّ عنكم ولا يرضى لعباده الكفر
وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور}
[7 الزمر]
قال:{ لا يرضى لعباده الكفر} ولم يقل ( لا يرضى من عباده الكفر )
ذلك لأن العبادة والشكر إنما هي من أجل العبد الفقير وليست من أجل الملك العزيز الغنيّ الحميد.
العبادة وسيلة غايتها حسن المعاملة؛ فكيف ذلك؟
قال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( الدين المعاملة )( الدين حسن الخُلق )
( حسن الخُلق هو خلق {الله} الأعظم )




المرأة فرد مسئول كامل الأهلية.
قال الحكم المقسط العدل سبحانه وتعالى:
{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره}
[8الزلزلة]
قوله تبارك وتعالى { فمن } و { ومن } على التحقيق ليس متعلقاً بالذكر دون الأنثى. وإنما الإشارة لكليهما على درجة واحدة من الاعتبار. ودليل آخر وحجّة تدلل على مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات قول {الله} تبارك وتعالى:
{ ولا تتمنّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب ممّا اكتسبوا وللنساء نصيب ممّا اكتسبن
وسألوا الله من فضله إنّ الله كان بكلّ شيء عليما }
[32 النساء]
ولو أننا عرضنا هذه الآيات الكريمة على ميزان قول {الله} العادل المقتدر:
{ يا أيّها الناس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا
إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم
إنّ الله عليم خبير }
[13 الحجرات]
وقوله تبارك وتعالى :
{ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل مّنكم مّن ذكر أو أنثى بعضكم
مّن بعض فالّذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفّرنّ عنهم سيّآتهم و لأُدخلنّهم جنّات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب }
[195 آل عمران]
وقوله تبارك {الله} العادل الرءوف الرحيــم:
{ يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون }
[8 المائدة] .
لوجدنا أن هذه الآيات العظيمة تحدد لنا ميزان العدل بين الرجال والنساء. فالخطاب للرجل وللأنثى على حدٍّ سواء. والتفاضل بينهم إنما هو مستوى التّقوى عند كلّ مّنهم. ولربّ امرأة تقيّة هي عند {الله} أفضل من كثير من رجال.والأمر المباشر من عند {الله} العزيز المقتدر هو العدل بين أطراف متكافئة:
{ ولهن مثل الّذي عليهن بالمعروف }
ولعلّ أن من أوضح المسائل في أمر هذا العدل بين أطراف متعادلة هي مسألة الحدود والقصاص في تشريع الحكيم الخبير:
{ الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين }
[2 النور]
{ والسارق والسارقة
فأقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم }
[38 المائدة]
{ إنّما جزاء الّذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلّبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌّ في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم }
[33 المائدة]
{ وكتبنا عليهم فيها أنّ
النّفس بالنّفس والعين بالعين والسنّ بالسنّ
والجروح قصاص فمن تصدّق به فهو كفّارة له
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظّالمون }
[45 المائدة]

الشاهد أن شريعة الحدود هي قوانين معاملات الحقوق العامة وهي لم تمييز بين رجل وامرأة وإنما تعاملهم على حدّ سواء فكلاهما مسئول أمام القضاء مسئولية فردية.


قال {الله} تبارك وتعالى:
{ إن كلّ من في السّماوات والأرض إلاّ آتي الرّحمن عبدا *
لقد أحصاهم وعدّهم عدّا * وكلّهم آتيه يوم القيامة فردا }
[95 مريم]
وقال تبارك وتعالى :
{ ولا تزر وازرة وزر أخرى
وإن تدعُ مُثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه وإلى الله المصير }
[18 فاطر]

ولقد ثبّتت الشريعة السمحة شهادة المرأة بصورة متكافئة مقابل شهادة الرجل فيما يتعلق بجريمة القذف. فانظر وتأمل في هذه الآيات الحكيمة المحكمة.قال تبارك وتعالى :

{ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم
فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين *
والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين *
ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين *
والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين *
ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم }
[ 10 النور ]







كيف تكون المساواة بين الرجال والنساء
و بسبيل توضيح التفاصيل لكيف تكون المساواة بين الرجال والنساء في عصرنا الحاضر نورد ما جاء بكتابنا ( دستور الإنسان المعاصر ) وننبه بأن كلمة فرد الواردة فيما يلي من نصوص تعني بالضرورة الرجل كما تعني المرأة على حد سواء:-
القانون الاقتصادي
[1] الملكية العامة:
{أ} لا يحق لأي إنسان منفرداً أو مشتركاً مع أفراد جماعة، أن يمتلك أي وسيلة من وسائل الإنتاج. ذلك لأن وسائل الإنتاج حق عام لكل الناس.
و تشمل الملكية العامة بالإضافة لوسائل الإنتاج كل الثروات القومية مما يأتي من السماء وما يدب وينبت فوق الأرض وما يُكتنز تحتها والبحار والأنهار وما تحتويه.
[2] الملكية الخاصة:
{أ} المرتفقات:
للفرد أن يمتلك ما يشاء ملكية ارتفاق لكل ما يشتهي أن يكون بحوزته مما يستعمل استعمالاً شخصياً ولا يقتضي تسخير فرد آخر لخدمته. المنزل والحديقة حوله، السيارة وكل وسيلة للمواصلات الشخصية، الأجهزة المنزلية والأثاث والمفروشات، الأجهزة المكتبية والتعليمية المختلفة.والمعني بملكية الإرتفاق أن كل هذه الممتلكات الشخصية لا تورث للأبناء بعد الممات وإنما تنتقل إلي الحيازة العامة. بعد ذلك يمكن تحويل منفعتها لأسرة المتوفى وفق قانون تنظيم الحياة الأسرية وبمقصد الحفاظ على الترابط الأسري حسب الوضع وإلى حين يكوّن كل فرد أسرته الخاصة.
{ب} حق المعاش الأساسي:
يحق لكل فرد منذ بداية الحمل برحم الأم وحتى الممات أن يكون له معاش ثابت بمقدار حد أدنى عام والذي يحفظ له مقومات الحياة الكريمة.هذا المعاش ( الحد الأدنى العام ) الثابت هو ثابت بمعنى أنه حق أساسي دستوري ولا تملك أي سلطة كانت أن تنتزعه منه.
هذا المعاش يُعدل مقداره بالزيادة أو النقص حسب تطور أو انتكاس مستوى الدخل القومي للأمة.
{ج} مخصصات الوظائف العامة:
يخصص راتب فوق الحد الأدنى العام( المعاش ) لكل وظيفة حسب طبيعتها وبمقدار قيمة منفعتها للمجتمع. فإن كان المعاش، مثلاً ، بمقدار مائه وحدة نقدية ( وذلك يكفي ويُمكّن من الحصول على جميع الضروريات الحياتية ) ؛ يكون راتب العامل ، مثلاً ، مائه وعشرة . ويكون راتب رئيس العمال مائه وعشرين. ويكون راتب الخبير( المهندس ) مائة و ثلاثين.ويتم تحديد ذلك حسب حجم الدخل القومي للأمة في مرحلة بداية التطبيق لدستور الإنسان المعاصر ويكون العمل على توحيد هذا الحد الأدنى العام( المعاش ) لكل إنسان على وجه الأرض.

{د} الوظائف وسلم درجات المخصصات:
* سلم الدرجات الوظيفية:
يتكون سلم الدرجات الوظيفية من عدد سبع درجات. أدناها الدرجة الأولى وأعلاها الدرجة السابعة.
وتشمل كل درجة من درجات السلم الوظيفي على سبع مراتب. أدناها المرتبة الأولى وأعلاها المرتبة السابعة.
وتشمل كل مرتبة من مراتب الدرجة الواحدة على سبعة حدود. أدناها الحد الأدنى وأعلاها الحد الأقصى.


{ه} الوظائف الأساسية:
1- ( الأم )
تعتبر الأمومة وظيفة من أعلى الوظائف وراتبها بمقدار الحد الأقصى للرواتب فوق الحد الأدنى العام بالمرتبة السابعة من سلم رواتب الدرجة السابعة. ويبدأ هذا الاعتبار بمجرد إثبات الحمل. فإن ثبت الحمل تضاف نسبة حق الجنين في (المعاش) إلى راتب الأم. و نسبة حق الجنين في المعاش يقررها قانون تنظيم الأسرة بالتدرج المناسب إلى أن يبلغ المولود أشده حين يبلغ سن الرشد فيستحق المعاش المقرر لكل فرد راشد.

2-( المعلم )
تعتبر وظيفة المعلم المدرس من أعلى الوظائف وراتبها بمقدار الحد الأدنى بالمرتبة السادسة من الدرجة السابعة. ولا يعيين معلماً إلا من تخرّج من دورة تأهيل المعلمين بنجاح. هذه الدورة تكون لمدة سنتين فوق مستوى التعليم الجامعي. وهذه الوظيفة بهكذا مواصفات يبدأ مجالها من رياض الأطفال وإلى أعلى مستويات التعليم.وفي كل الأحوال يجب أن يكون معلمي رياض الأطفال من النساء.
3-( الممرض )
تعتبر وظيفة الممرض من أعلى الوظائف وراتبها بمقدار الحد الأقصى بالمرتبة الأولى من الدرجة السابعة. ولا يعيين ممرضاً إلا من تخرّج من دورة تأهيل التمريض بنجاح. هذه الدورة تكون لمدة سنتين فوق مستوى التعليم الجامعي.
ويكون راتب وظيفة الطبيب بمقدار الحد الأدنى بالمرتبة السادسة من الدرجة السابعة.

4-( الشرطي )
تعتبر وظيفة رجل الأمن الشرطي من أعلى الوظائف وراتبها بمقدار الحد الأقصى بالمرتبة الأولى من الدرجة السابعة. ولا يعيين شرطياً إلا من تخرّج من دورة تأهيل الشرطة بنجاح . هذه الدورة تكون لمدة سنتين فوق مستوى التعليم الجامعي.
وتعتبر هذه الوظيفة من الوظائف المرحلية. ذلك لأنه سيأتي الوقت الذي ينتقل فيه الشرطي من الخارج إلى داخل كل فرد. ولعل هذا القول غير منفصل عن واقع الحياة المعاصر المعاش. والبذرة الطيبة موجودة داخل كل منا وما علينا إلا تعهدها بالرعاية والسقاية حتى تستقيم شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن الرب الرحمن الرحيم. ولعل مظهر ذلك يتبدى في التصرف العفوي التلقائي وفق قوانين الحق والعدل :-
أ- أرأيت كيف يقف الناس طابوراً أمام منافذ الخدمة. كل ينتظر دوره الذي استحقه ساعة وصوله محترماً حق من سبقه في التقدم عليه.
ب-أرأيت كيف يقف الناس عند إشارة المرور الأوتوماتك عندما تضيء الإشارة الحمراء معلنة للقادمين تجاهها أن قد انتهى حقكم في المرور ليبدأ حق الآخرين. ولا يقطع الإشارة إلاّ من هو جاهل ضعيف الخلق.
ج-أرأيت كيف أن المشتري من مكنات البيع يضع الفئة من النقد ليأخذ مقابلها سلعة بقيمة ما وضعه من نقد.
د- وقس على ذلك شئونا كثيرة وتصرفات عديدة يمارسها إنسان اليوم المحترم في الحياة اليومية.

5-( موظف الخدمة العامة)
ونقصد به كل فرد يعمل بصورة مباشرة في خدمة الجمهور ومثال ذلك سائقي وكماسرة المواصلات العامة ومضيفي الطائرات والسفن والفنادق وبائعي التذاكر والمرشدين السياحيين وعمال ومشرفي النظافة في جميع المرافق العامة ( مدارس ، مستشفيات ، مطارات والشوارع ) وبصورة عامة كل من تقتضي أعباء وظيفته أن يعمل في خدمة جمهور الناس بصورة مباشرة. وتعتبر وظيفة الخدمة العامة من أعلى الوظائف وراتبها بمقدار الحد الأدنى بالمرتبة الأولى من الدرجة السابعة. ولا يعيين بالخدمة العامة إلا من تخرّج من دورة تأهيل تكون لمدة سنتين فوق مستوى التعليم الأساسي.

6- ( موظف الخدمة المدنية )
يشمل ذلك كل الأعمال الحرفية المتنوعة والتي لم يأتي ذكرها في البنود من 1 إلى 5 وهي الكتبة، المحاسبين،الإداريين، المزارعين، المهندسين، الصناع ( نجارة - حدادة – سباكة - ميكانيكا – كهرباء- تنقيب – تعدين 00إلخ)، سائقي الشاحنات 00إلخ.
ويتم تحديد مرتبات كل فئة من هذه الوظائف المتعددة المختلفة في سلم الدرجات الوظيفية حسب مقدار المنفعة العامة التي تقدم للمجتمع.


[3] ساعات العمل:
الحد الأقصى المفروض دستورياً لفترة دوام العمل الرسمي لكل فرد هي ثلاث ساعات ونصف متواصلة تتخللها فترة راحة لمدة نصف ساعة تكون فسحة لقضاء مختلف الحاجات الحياتية.
الصورة المثالية الطبيعية المرجوة لفترة دوام العمل لجميع الناس هي من بعد شروق الشمس وتمتد لفترة ثلاث ساعات ونصف لا يكون بعدها انشغال بعمل وإنما يتفرغ الجميع للاستمتاع بالحياة. وحتى يحين تحقيق هذا الظرف على أرض الواقع الحياتي وذلك بتحويل عبء الإنتاج على الآلة، يكون تناوب فردين على الوظيفة الواحدة بمعنى أن كل وظيفة عمل يكون لها ورديتان. تبدأ الوردية الأولى من بعد شروق الشمس إلى قبيل منتصف النهار. وتبدأ الوردية الثانية من بعد منتصف النهار وتمتد إلى قبيل حلول وقت العصر. كل وردية تكون فترتها ثلاث ساعات ونصف منها نصف ساعة للراحة. وبذلك يكون دوام العمل الحقيقي هو ست ساعات متواصلة.
وبمقتضى هذا الدستور فإن العمل ليلاً ممنوع منعاً باتاً إلا أن تكون طبيعة العمل في مرافق بعينها كالمستشفيات والمطارات أو أي مرفق آخر تقتضي ظروف تشغيله أن يكون العمل فيه على مدار الساعة، حينئذ يضاعف الأجر للعاملين في الورديات التي تبدأ من بعد العصر وإلى الفجر.
أما أن يعمل العامل في العطلات الرسمية وذلك لضرورة التشغيل الملح فإن الأجر يحسب له الساعة بثلاث ساعات.

[4] الأجازات:
* كل فرد بصرف النظر عن طبيعة وظيفته عمل بلا انقطاع في أداء واجبات وظيفته لمدة ستة أشهر متواصلة استحق أجازة لمدة واحدا وعشرين يوماً مدفوعة الأجر.
*كل فرد بصرف النظر عن طبيعة وظيفته عمل بلا انقطاع في أداء واجبات وظيفته لمدة سبع سنوات متواصلة استحق أجازة لمدة تسعة وأربعين يوماً مدفوعة الأجر.
* كل فرد بصرف النظر عن طبيعة وظيفته عمل بلا انقطاع في أداء واجبات وظيفته استحق أجازة لمدة تسعة وأربعين يوماً مدفوعة الأجر عن كل سبع سنوات عمل متواصلة.


[5] التقاعد عن العمل:
لا يتقاعد العامل عن العمل إلا بسبب الحالات التالية:-
أ- المرض الذي لا يُرجى له شفاء.
ب- العاهة المستديمة التي لا تسمح بالعمل.
ج- العجز بسبب كبر السن.
( لا يعتبر كبر السن من أسباب التقاعد، وإنما السبب هو عجز كبير السن عن العمل.والعجز يسفر عن الحالات الآتية:
1- عدم المقدرة على الحركة.
2- العمى المستديم.( بعد فشل كل محاولات العلاج )
3- الطرش المستديم.( بعد فشل كل محاولات العلاج )
وعند التقاعد بسبب الحالات المذكورة أو أي حالة أخرى كانت تصدق عليها محاكم العدل الاجتماعي، يستمر المتقاعد في صرف قيمة آخر راتب كان يتقاضاه بصورة مستمرة حتى الممات.

[6] العطلات العامة:
العطلات العامة تشمل الأعياد الدينية والعقائدية والإنسانية لدى جميع الناس.
وبناء على ذلك تكون العطلة الأسبوعية أيام الجمعة والسبت والأحد.

[7] التوجه العام:
-العمل على تحويل الجهد البشري إلى الآلة وفق تخطيط مرسوم تكون أهدافه تحقيق الراحة الكاملة للإنسان حتى يتمكن من الاستمتاع بحياة الحب والجمال فكراً وذكراً وتسبيحاً بحمد الرب وصلاة وسلاماً وتعظيماً لسيد عباد الرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف هاشم محمد نجم
عضو جديد



ذكر
عدد الرسائل : 8
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/09/2011

المرأة رفيق درب وليست تابع Empty
مُساهمةموضوع: تابع المرأة رفيق درب وليست تابع ( السياسة )   المرأة رفيق درب وليست تابع I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 20, 2011 1:41 pm

السياسة
مبدأ التجمع فيما يتعلق بسياسة الأمور التي يجب تطبيقها بين الناس هو مبدأ المشاركة المطلقة . فالأرض أرض {الله}. والأمر {لله} من قبل ومن بعد. والخلق جميعهم عبيدا {لله}. وعليه فإن الحاكمية كلها للناس أجمعين. وهي يجب أن تكون لهم جميعاً في مشاركة مطلقة و بحقوق متساوية.

القانون السياسي
1- جميع الأفراد وبصرف النظر عن الجنس، العقيدة، اللون، العرق واللغة متساوون مساواة مطلقة في الحقوق والواجبات.
2- لكل فرد الحق المطلق في اعتناق ما يشاء من عقيدة وبحرية مطلقة من جميع قيود التوبيخ, التعنيف أو القهر والإرهاب.
3- لا يحق لأي إنسان منفرداً أو مشتركاً مع أفراد جماعة، أن يستحوذ عنوة على أي منصب من مناصب السلطة. فالحكم ملك للجميع يشتركون فيه مشاركة متساوية مساواة مطلقة. وبما أنه وبطبيعة الحال، لا يكون جميع الناس حكّاماً، فالحاكم، وعلى جميع مستويات السلطة، يتم اختياره بالانتخاب الحر المباشر في دوائر انتخابية سكانية بحتة، لا حزبية ولا فئوية عرقية ولا نقابية مهنية.
4- كل فرد من ذكر أو أنثى بلغ الثامنة عشر من العمر يكون له حق الانتخاب والمشاركة الحرة المطلقة في اختيار ممثل الجماعة في مناصب السلطة الإدارية.
5- تكون دوائر السلطة الإدارية منفتحة على بعضها في سلم سباعي لولبي على النحو الآتي:-( أ ) الحي ( ب ) القرية ( ج ) المدينة ( د ) الولاية
( هـ) القطر ( و ) القارة ( ز ) المركزية العالمية
6- تعتبر جميع وظائف السلطة الإدارية ابتداء من مجلس الحي وإلى الحكومة العالمية المركزية, وظائف تكليف وليس بأي حال من الأحوال وظائف تشريف. ولا يحق لأي كان أن يتمتع بحصانة تجنبه المساءلة، إلا حصانة يكتسبها بحسن خلق وتفاني وإخلاص في خدمة الجماعة التي اختارته وأولته ثقتها لرعاية مصالحها العامة.
7- لكل فرد من ذكر وأنثى الحرية الكاملة في التعبير عن الرأي الخاص في جميع مجريات الحياة. هذه الحرية مقيدة بحدود حريات الآخرين. و كسر هذا القيد يعتبر جناية يعاقب عليها القانون مهما كانت درجة التجني فيها ابتداء من نظرة استهزاء، نظرة تهديد وترهيب، كلمة أو عبارة سب وتجريح.
العدالة الاجتماعية
لا يتحقق العدل الاجتماعي إلا بعد التحرر المطلق من قيود عبودية القهر الاقتصادي والإرهاب السياسي, ومن ثم التطبيق المطلق لقوانين الحرية الاقتصادية والحرية السياسية . فالاقتصاد والسياسة هما جناحي براق الحياة الكريمة المبرأة من العبودية لغير {الله} الحي القيوم القاهر فوق العباد.

القوانين الاجتماعية
الحقوق العامة:
1- { الصحة }
يحق لكل فرد رعاية صحية إجبارية وبلا مقابل. ويشمل ذلك التشخيص والتنويم ألسريري مع التغذية بالمستشفيات وكافة الأدوية والعلاجات بما في ذلك من أطراف صناعية وأجهزة طبية آلية أو إلكترونية وجميع ما يمكّن الفرد من مواصلة الحياة الكريمة.


2- { التعليم }
يحق لكل فرد تعليماً إلى أقصى المراحل بلا مقابل.
ويكون إجبارياً حتى إكمال مرحلة التعليم الأساسي العام وهو ما دون التعليم الجامعي التخصصي. وتنص هذه المادة بأن كل من يحول دون تعليم أي فرد بصورة مباشرة أو غير مباشرة يعتبر مرتكباً جريمة من الدرجة الأولى وتوقع عليه أقصى العقوبات.

الحدود الخاصة :
{1} الزواج:
الرجل والمرأة هما القطبين المكونين لوحدة التكوين الاجتماعي. الرجل هو القطب الموجب والمرأة هي القطب السالب. وبتزاوج القطبين تنبثق الحياة في استمرارية مطلقة نهايتها عند {الله} خالق كل شيء وهو الواحد القهار. وبناء عليه تنص هذه المادة الأولى في القانون الاجتماعي على الآتي :-
بما أن المرأة فرد في المجتمع له كامل الحقوق وعليه كامل الواجبات التي على الرجل وعليه فإنه في مجتمع تساوى فيه عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني بعدد النساء البالغات سن الزواج القانوني يعتبر تعدد الزوجات ممنوع منعاً باتاً وقطعياً.

1/1- استثناءات:-
عندما تختل نسبة التكافؤ في الأعداد يكون النظر في مسألة التعدد.
ففي المجتمع الذي كفل للفرد من ذكر وأنثى كامل الحقوق الثلاثة:
( أ ) الحرية الفكرية .
( ب ) الحرية الاقتصادية .
(ج ) الحرية الاجتماعية .
فإنه من حق كل فرد { رجل أو إمرأة } أن يتزوج إذ ما بلغ سن الزواج القانوني.
وسن الزواج القانوني للرجال هو واحد وعشرين سنة .
وسن الزواج القـانـوني للنساء هو ثمانية عشر سنة .
* الإحصاء الاجتماعي :
تقوم وزارة الشئون الاجتماعية بعمل إحصاء دوري يتم كل ثلاث سنوات وذلك بغرض حصر عدد الأفراد البالغين سن الزواج القانوني ومن ثم تعلن النتائج على الملأ وتوثق بذلك شهادة ترفع إلى المجلس التشريعي بالبلاد.وبناء على نتائج الإحصاء يقوم المجلس التشريعي بتعديل القانون الاجتماعي باب تعدد الزوجات إن وُجد أن عدد الأفراد البالغين سن الزواج القانوني من النساء يفوق عدد الأفراد البالغين سن الزواج القانوني من الرجال بالنسبة المطلقة ( 101% ).
ويعلن ذلك مؤشراً استثنائياً للتصريح بالتعدد لزوجتين مقابل زوج واحد . ويستمر سريان هذا الاستثناء إلى مدة الثلاث سنوات، المدة المقررة لإجراء الإحصاء الاجتماعي التالي وبناء عليه تعلن هيئة الإحصاء الاجتماعي قرار استمرار العمل بالتعديل السابق أو إجراء تعديل جديد.
فإن قالت نتائج الإحصاء بأن نسبة عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني إلى عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني أصبح ( 201 % ) يصدر التصريح من المجلس التشريعي للسماح بالتعدد لثلاث.
ويصرح السماح بالتعدد لأربع إن بلغت النسبة ( 301 % ).
ويعتبر التعدد لأربع هو أبعد الحدود الاضطرارية لتعدد الزوجات.
تحفٌّظ: لا يكون أبداً تعدد للزوجات إلا بعد المشاورة والقبول والرضاء التام من جانب الزوجة الأولى أو الزوجتين السابقتين أو الزوجات الثلاث السابقات.
هنا تتساءل النساء وماذا لو حدث العكس في ذلك ؟ بمعنى أن نسبة عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني تجاوزت عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني ؟ أليس من الطبيعي أن يسمح لامرأة واحدة أن تتزوج بأكثر من رجل واحد؟!
الجواب :-
أولاً : أن يزيد العدد المطلق من الرجال على العدد المطلق من النساء في الظروف الطبيعية، ذلك ليس وارد على الإطلاق . السبب في ذلك في غاية البساطة الفطرية. معلوم أن الذكر قطب موجب. وأن الأنثى قطب سالب. وذلك بفطرت إنشاء الخلق. والحياة على إطلاقها مفطورة من الماء.
{ أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما
وجعلنا من الماء كل شيء حيّ أفلا يؤمنون }
[30 الأنبياء]

فإذا نظرنا إلى جزيء الماء نجد أنه مكون من قطب واحد بطاقة موجبة يزاوج قطبين بطاقة سالبة. ( H2O ) ذرة أكسجين واحدة تزاوج ذرتين من الهيدروجين.والحياة في تطورها تعتمد الانقسام آلية للنمو والتكاثر. وهي في تكاثرها تحافظ باستمرار على نسبة عدد عناصر تكوينها.
انظر إلى الجنين وهو يتكون في الرحم مبتدئا من نطفة تنمو بالانقسام: واحدة تنقسم إلى اثنين فأربع فثمانية وهكذا تسير الحياة في الرحم إلى أن يولد المولود.
{ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين *
ثمّ جعلناه نطفة في قرار مكين *
ثمّ خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة
فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما
ثمّ أنشأناه خلقاً آخر
فتبارك الله أحسن الخالقين }
[14 المؤمنون]
ثانياً : أن الفعل دائماً هو فعل واحد . وأن رد الفعل يحتمل أن يكون رد واحد كما يحتمل أن تكون له توابع متعددة الوجوه. فالذكر بالفطرة هو القطب الفاعل، والأنثى بالفطرة هي القطب المنفعل.
ومن خصائص فطرت التكوين يمكن للقطب الموجب الواحد أن يستوعب في مداره عدة أقطاب سالبة وذلك بناء على خاصية التجاذب بين الموجب والسالب. ولا يمكن لقطبين موجبين أن يجتمعا في مدار واحد بفطرت خاصية التنافر بين الأقطاب الموجبة.
ثالثاً : طبيعة التكوين الاجتماعي الإنساني هو أن ينتسب الولد لأبيه فيقال فلان بن فلان وليس فلان بن فلانة . فإن تزوجت المرأة برجلين اختلطت الأنساب واختل توازن البيئة الاجتماعية الإنسانية فتحولت إلى بيئة حيوانية.
وبناء على ما تقدم ولمعالجة اختلال التوازن الاجتماعي حين تزيد نسبة عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني (21 سنة ) فتتجاوز عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني ( 18 سنة ) ينص الدستور على الآتي:
* في حال أن عدد الرجال البالغين سن الزواج القانوني (21 سنة) تجاوز عدد النساء البالغات سن الزواج القانوني(18 سنة) يرفع السن المقرر لزواج الرجال إلى الحد الذي يساوي بين عدد الطرفين.

1- لا يحق لأي رجل و إمرأة أن يتزوجا سراً. فإن من أول شروط التزاوج هو الإعلان.
2- شروط إبرام عقد الزواج :-
أ – خلو المحل : بمعنى أن نسبة المرأة للرجل لا تقع تحت طائلة المادة الخامسة
( المحرمات من النساء ).
ب- القبول : لا يتزوج رجل وإمرأة غيابياً . ولا يتزوجا إلا من بعد التقائهما وقبول كل منهما للآخر.
ج- الإعلان : لا يصح عقد الزواج إلا بحضور الزوجين وبحضور جماعة من الناس وبحد أدنى اثنين يكونان شاهدين ويتم إثبات ذلك بالتوقيع على وثيقة عقد الزواج كالآتي:
1- الزوجان المتعاقدان على الزواج أو من يوكلان توكيلا كتابياً موثقاً من جهات الاختصاص القانونية.
( محاكم العدل الاجتماعية) بالأحياء.
2- الشاهدان العدلان ويعتمدان بأوراق الإثبات المعتمدة.
د- المهر : لا يعتبر المهر العيني شرط صحة لعقد الزواج :
( إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )
هذا هو المهر الحقيقي المطلوب أن يقدمه كل من أراد الزواج إلى المرأة التي يحب أن تصاحبه على دروب الحياة الدنيا الشائكة.
ولقد زوج النبي محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, إمرأة لرجل بما كان معه من آيات من القرآن العظيم.
وعليه فإنه لا مهر عيني يدفع عند الزواج حسب القانون الدستوري.

{2} الطلاق:
تقوم علاقة الارتباط بين الزوجين بنسبة متكافئة. ولكل منهما الحق المطلق في فض هذا التعاقد متى ما رأى عدم إمكانية الاستمرار. ولا يكون الانفصال بمجرد إلقاء كلمة الطلاق من أي من الطرفين, وإنما يكون ذلك باللجوء إلى محاكم العدل الاجتماعي المتوفرة في كل حي من الأحياء السكنية. وقضاتها من حكماء الحي المتعايشون مع أهل الحي معايشة لصيقة. ولا يحكم قاضياً واحداً في أي قضية تتعلق بفض العلاقة بين زوجين, وإنما يكون الحكم لقاضيين على أقل تقدير. ولا يقع الحكم إلا بعد المحاولة الجادة والنيّة الخالصة في الإصلاح بين طرفي النزاع.

{3} كفالة الأبناء
كفالة الأبناء عند انفصال الأبوين تكون للأم إلى حين يبلغ المولود سن الثامنة عشر. وذلك ما لم يثبت ثبوتاً قاطعاً عدم أهليتها. والحكم في ذلك يكون لمحكمة العدل الاجتماعي. وللأب الحق في معايشة أبنائه دون المساس بخصوصية الأم. وذلك لأن الأبناء بضع من الأبوين مجتمعين. ولعل في السماح للأب بمعايشة الأبناء فرصة جيدة لعودة الأبوين للاجتماع مجدداً داخل حظيرة الأسرة.
{4} الرضاعة
لكل فرد مولود حق الرضاعة من ثدي الأم التي حملته ثم وضعته. وكل أم تمتنع عن أن ترضع وليدها لحولين كاملين تعتبر مرتكبة جريمة من الدرجة الأولى. وتكون معالجة ذلك تدرجاً : -
(أ) الإرشاد والتوعية (ب) لفت النظر (ج) الإنذار المكتوب (د) الحرمان من حقوق الأمومة .
ولا يتعدى كل ذلك مدة سبعة أيام. ومن ثم يحوّل المولود إلى مرضعة أخرى ترضعه لحولين كاملين ويكون أجرها بمقدار حق الأم الوالدة مضافاً إليه نسبة حق المولود من الحد الأدنى في المعاش المقرر دستورياً.
وبعد الحولين يعاد المولود إلى أمه التي ولدته بكامل حقوق الاثنين معاً. ويكون من حق الأم الوالدة معايشة وليدها دون المساس بخصوصية المرضعة, فلعل ذلك يبعث غريزة الأمومة فيها فتسترد وليدها لترضعه من صدرها. فإن حدث ذلك تعاد إليها كامل الحقوق مع وضعها تحت المراقبة اليومية لسبعة أشهر متتالية.وتكون جميع هذه الإجراءات تحت إشراف محكمة العدل الاجتماعي بالحي بواسطة العدد المناسب من مشرفي العدل الاجتماعي, وهم من السيدات الأمهات ممن تجاوزت أعمارهن الأربعين سنة.



{5} المحرمات من النساء :-
{ حُرّمت عليكم
1- أمهاتكم
2- وبناتكم
3- وأخواتكم
4- وعماتكم
5-وخالاتكم
6- وبنات الأخ
7- وبنات الأخت
8- وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم
9- وأخواتكم من الرّضاعة
10- وأمهات نسائكم
11- وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن
فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم
12- وحلائل أبنائكم الّذين من أصلابكم
13- وأن تجمعوا بين الأختين إلاّ ما قد سلف
إنّ الله كان غفوراً رحيما }
14- والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم
وأحل لكم ما وراء ذالكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليماً حكيما}
[24 النساء]








معضلات المرأة بين حالة الوضع السالف المنقول
وحالة الوضع الحاضر المعقول:

فيما يلي نورد بعضاً من المنقول مما قيل عن المرأة قولاً لا ننكره ولا نستهين به ولا نشكك فيه.وإنما نحاول أن نعقله في إطاره المنقول حتى نفهمه فهماً لا يتعارض مع الوضع الحاضر المعاصر لمكانة المرأة المساوية لمكانة الرجل في مجتمع اليوم.
ونرجو أن ننبه إلى أن الوضع السالف للإنسانية جمعاء كان يعترك في إطار دولة الرجال.فالرجل كان هو الكل في الكل.هو المالك المسيطر على كل شيء بما في ذلك النساء.
أما الوضع الحاضر المعاصر للإنسانية جمعاء فهو يعترك اليوم في إطار دولة النظام الدستوري. وتحت مظلة النظام التي تقوم على الحقوق الأساسية الإنسانية يتساوى الرجال فيها مع النساء.



قوامة الرجال على النساء مرحلية :
قال رب العزة والجلال الحكيم العليم:
* الرجال قوّامون على النساء
بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم
[34 النساء]
القوامة مقيدة.وهي مقيدة بسببين:
أ‌- السبب الأول هو: التفضيل:
هذا التفضيل كان ولا يزال ولن ينفك قائماً طال ما أن المرأة تعتمد في تقلبها واعتراكها داخل حظيرة المجتمع المدني على شخصية الأنثى.ولكي تتحرر المرأة من هذا القيد يجب عليها أن ترتفع بقامتها إلى مستوى شخصية الإنسان.هذا في معترك دولة النظام الدستوري الذي يساوي بين الجنسين مساواة مطلقة.
ولعل أن أول ما يجب على المرأة فعله هو الامتناع القاطع الجازم عن عرض جسدها في سوق الدعاية والإعلان.فإنها إن لم تفعل ذلك فهي والسلعة التي يُعلن عنها سواء.
ثم عن عرض جسدها في سوق الفن.وخاصة على مسارح الرقص والغناء المنفرد، ومثال ذلك الرقص الشرقي الذي يُرقص وغلالة بدلة الرقص لا تكاد تستر شيئاً من الجسد.
أما في طبيعة وفطرت خلق الزوجين من ذكر وأنثى، فإن للرجل درجة علي المرأة. و ستظل قوامة الرجال على النساء بهذا المفهوم إلى أن يرث {الله} الأرض ومن عليها.

ب-السبب الثاني هو: الإنفاق:
وهذا القيد بدأت تباشير التخلص منه عندما بدأت بعض المجتمعات الإنسانية تثور على أنظمة الإقطاع القمعية والملكية الدكتاتورية.وفي عهدنا الحاضر المعاصر نجد كثيراً من النساء العالمات العاملات المستقلات اقتصاديا.وسيتم التخلص من هذا القيد بصورة نهائية حاسمة عند قيام دولة الإنسان التي تطبّق دستور الإنسان المعاصر.
وبناء على ما تقدم يمكن أن نتطرق لمسألة الزوج المناسب للمرأة.


من هو الزوج المناسب للمرأة الإنسان:
المرأة تتزوج في الأوضاع الطبيعية برجل يكبرها سناً. و الصورة المثلي حسب تطلعات روح دستور الإنسان المعاصر، هي ألا يكون الفرق بين عمريهما أكثر من ثلاث سنوات.هذا لكي يقوم البناء الاجتماعي على الركائز السليمة والمضمونة لاستمرارية الحياة الزوجية على نسق عادل وموزون.
هذا وقد تتزوج المرأة بمن هو أصغر منها سناً.ويكون الوضع طبيعيّاً ومثاليّاً في حالة واحدة فقط. و هي أن يكون مستوى الرجل علماً ومعرفة وديناً أرفع درجة من مستوى المرأة في العلم والمعرفة والدين.و إلا فسوف يقوم البناء على اختلال في الوزن و وهشاشة في التناسق لحياة أسرية غير مضمونة العواقب.






درجة الرجل على المرأة في فطرت الخلق
وليس على مدرج الحياة:
قال رب العزة والجلال:
{ ولهنّ مثل الّذي عليهن بالمعروف
وللرجال عليهن درجة
والله عزيز حكيم }
[228 البقرة]
الحديث عن الرجل والمرأة هو الخوض في تفاصيل أبجديات فطرت بداية الحياة التي ما كان بروزها إلى قيد المحسوس إلا على تنزل الواحد لاثنين.وهما ما أطلق عليه ( ذكر وأنثى ) في مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحياة عبر الزمن.
الشاهد أن بداية التكوين الذري للوجود كان قطب بطاقة سالبة ( جاذبة ) تركزت أحاط بها قطب بطاقة موجبة ( مندفعة )يدور حولها بلا فكاك وذلك لفطرت التجاذب بين السالب والموجب.ونتيجة للاحتكاك بين هذين القطبين بدأ تطور الحياة الذي اعتمد الانقسام على ازدواجية مطاعفة: اثنين لأربعة لثمانية لستة عشر0000 وهكذا.
من هنا جاءت درجة الرجال على النساء.وهي مقدار درجة المتحرّك على الثابت. درجة الموجب على السالب. درجة المندفع على الجاذب.وهي لدى التدقيق الحيوي هي زيادة كمية الهرمون النشط على كمية الهرمون الخامل عند الذكر والعكس صحيح.وذلك أننا نجد أن كمية الهرمونات الخاملة تزيد على الهرمونات النشطة عند الأنثى.
في علوم الأحياء الحديثة يسمونها هرمون ذكورة وهرمون أنوثة اصطلاحاً.أما علمياً فهي: هرمون نشط(موجب) وهرمون خامل ( سالب )ولعل أن هذا هو السبب في بروز الأعضاء التناسلية عند الذكر إلى الخارج بينما انجذبت أعضاء الأنثى التناسلية إلى الداخل.

قوامة الرجال على النساء قامت بفطرت الخلقِ
فالتثني طرف مشعٌّ وطرفٌ منير

كما في الكهرباء
قطبٌ موجب مشعٌّ
يمثل ذكراً جوالاً بصوت الزئير
وقطب سالب بطاقة جذبٍ
يمثل أنثى بجيدٍ مرصع وعطفٍ حرير

الرباط عقد التجاذب حنين المثنى
برتق يعود لمفرد بعين غرير

كذاك السماء قطب موجب
تشعُّ عطاء
كما الرجل يعطي ولا يستشير

والأرض قطب سالب كأنثى
تتوق عناق السماء و تأخذ كثير
و القوامة عند التناهي ليست بقهرٍ
بل بدرجة عطاء المحب المشعّ
لمحبوب منير

بكل قطب خصائص الآخر
كفرد تكامل ليسأل وحيداً أمام القدير

وفي كل فردٍ سبع مثاني
سماوات سبعة
وسبع أراضي بهن تنير


لكمال التقاء الأرض أسباب السماء
عرس الصلاة بالوقت البكير

سبعةٌ تزاوج سبعاً عند السجود
ويرتقُ فتقٌ بعد السجود الأخير

وعلى ما تقدم المرأة أرض المعاد
والرجل يجيء بالوعد بشير

فلا الرجل يسيطر ولا المرأة تخضع
بل هو التجاذب بأمر البصير الخبير

ما جاء الرجل لينقض
بل يجيء ليُشْكِر ضرع أوراق العبير

ومنه المرأة جاءت توثق غزلاً
توقّيه من حر سموم الهجير

هو ذا ميثاق {الله} أوثقهم به
عروة تجاذب فطرت الحي البصير

الرجل يظل ر رئيساً وفق دستور الفطرة
والمرأة تكون للرئيس وزير


كيف أن صوت المرأة عوره؟

من قال أن الأذن تعشق قبل العين أحياناً
ما فارق نظم الأوزان

حقيقة الحق أن الأذن
أسبق في العشق من سائر العينان

فالصوت أبلغ في التعبير
عن إحساس أمواج رغبة الجنسان

والحياة بدأت بالنفخ في صورٍ
قبل أن تتبلور الصور و الألوان

و البرق لا تراه يخطف الأبصار
إلا بعد زمجرة تعاور القطبان

فالرجل والمرأة قطبان يتعاوران
يسمعها تعوّره
فينبع الشبق من صخرة القيعان

وهكذا قيل أن الصوت منها عورة
والاعتوار فطرت تعانق الأبدان

وبهذا فليس غير الحق ما قيل
وتلك إجابة السؤال في العنوان







كيف أن المرأة ناقصة عقل ودين
هذا القول الحكيم لم يجر على لسان رجل من مملكة الرجال.وإنما قاله رجلٌ أرسل مبرأ من الأنانية السفلى. رجل محايد حلو الخصال ، سُبكت حلاوته على نار الحق والعدل،أُرسل ليقوّم الحياة لتمضي على صراط مستقيم تطلب كمال حياة الفكر وحياة الشعور، حياة الحب والجمال. وليس للكمال نهاية تبلغ ذلك لأنه ينتهي إن انتهى الإطلاق.
وعليه فإن هذا القول الحكيم هو من الثوابت التي لن يأتي يومٌ تُلغى فيه أو تُنسخ.
هذا القول المنقول هو، كما أسلفنا، من أصول الأحكام قولاً لا ننكره ولا نستهين به ولا نشكك فيه. و إنما نحاول أن نعقله في إطاره المنقول حتى نفهمه فهماً لا يتعارض مع الوضع الحاضر المعاصر لمكانة المرأة المساوية لمكانة الرجل في مجتمع اليوم.
و لكي نعقل هذا النص ونفهمه بمقتضيات العقل الإنساني المعاصر، لابد لنا من أن نتعرض للحيثيات التي أنبنى عليها الحكم في وقت سيادة المنقول.
قيل فيما قد قيل عن نقص عقل المرأة بأنه إن لم يتوفر شاهدان رجلان عند أداء شهادة ما ، فيمكن أن يكون تمام الشهادة برجل واحد وامرأتين، فذلك نقص عقلها.
وقيل أيضاً عن نقص دين المرأة أنها لا تصلي وهي حائض أو نفساء.وذلك نقص دينها.
وإن كان بيان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في مسألة نقص العقل و الدين عند المرأة كان كما ذُكر أعلاه، فإنما كان بيانٌ بقدر وسع العقل العام آنذاك.ذلك لأن عقلاً لم يكن يدرك عن الأرض غير أنها منبسطة ، وأنها ثابتة مستقرة تدور حولها الشمس طالعة من المشرق نازلة لتغيب إلى المغرب، لم يكن ليستطيع فهم وتقبل ما يعتبر من أبجديات العلوم في يومنا هذا .
هذا ما كان عليه الفهم في السالف المنقول.ونحب هنا أن نؤكد لمن يقرأ هذا، أننا لن ولا ينبغي لنا أن نشكك في النص الأصل الثابت ثبوت كلمة {الله}.
نحن إنما نسعى لفهم معاصر لا يعترض مكانة المرأة الإنسان المساوية لمكانة الرجل المسئولة والقائمة على المساواة المطلقة في جميع الحقوق وما تفرضه من واجبات.
وهنا نحب أن نعيد ونكرر ما سلف ذكره :
{ الحديث عن الرجل والمرأة هو الخوض في تفاصيل أبجديات فطرت بداية الحياة التي ما كان بروزها إلى قيد المحسوس إلا على تنزل الواحد لاثنين.
وهما ما أطلق عليه ( ذكر وأنثى )
في مرحلة متقدمة من مراحل تطور الحياة عبر الزمن}
الشاهد أن بداية التكوين الذري للوجود كان قطب طاقة سالبة
( جاذبة ) تركزت أحاط بها قطب طاقة موجبة ( مندفعة )يدور حولها بلا فكاك وذلك لفطرت التجاذب بين السالب والموجب. ونتيجة للاحتكاك بين هذين القطبين بدأ تطور الحياة الذي اعتمد الانقسام على ازدواجية مضاعفة: اثنين لأربعة لثمانية لستة عشر0000 وهكذا.)
وبناء على ذلك جاء التقرير بنقص عقل المرأة ودينها.ولمزيد من التوضيح نسأل عن ماهية العقل وعن حقيقة الدين؟.
فما هو العقل:
نشأ العقل عندما تباينت أشكال الحيوان ومن ثم اعترك الأحياء بدافع غريزة البقاء.فعندما كان الحيوان دودة لا يشاركها الحياة أي حيوان آخر يختلف عنها لم تكن مهددة بالانقراض وبطبيعة ما فطرت عليه لم تكن تأكل بعضها، وعليه لم تكن في حاجة لتحتال على إمكانية استمرار حياتها.
إن أول الأعداء التي خشيها الحيوان هو الفناء. والفناء يتم بالموت. و على رأس جند الموت هما الخوف والجوع.الخوف سابق والجوع لاحق.فالحيوان يمكنه أن يتأقلم على الجوع لفترات طويلة كما هو الحال في البيات الشتوي عند بعض الحيوانات الموجودة حالياً على الأرض.
أما الخوف فهو العدو الذي لا يمكن أن تقاومه إلا بأن تقيد الغريزة المطلقة بعقال الحيلة فتحتال عليه .فالخوف هو أول العوامل الذي حفّز بروز العقل.
فالعقل هو قيد المطلق.هو الكيان الظاهر المحدد لبعض بواطن الخفاء المطلق.
إذن فما الفرق بين عقل المرأة وعقل الرجل؟
عندما يُقال بأن عقل المرأة ناقص يتبادر إلى الذهن بأن عقل الرجل تام.والحقيقة غير ذلك. فعندما نقول بأن عقل المرأة ناقص نقابله بأن نقول أن عقل الرجل زائد.هذا هو بندول الحياة يتأرجح بين الزائد والناقص.أما العقل التام فهو العقل الكلي القديم، هو رب العزة والجلال خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.الأرجحة بين الزائد والناقص سببها فطرت التجاذب بين الموجب والسالب أول مثنى تنزّل عن الواحد.وللعقل قطبان :قطب عاقل وقطب معقول.قطب بطاقة موجبة والآخر طاقته سالبة. وينشأ الفكر نتيجة اعتراك هذين القطبين.والاعتراك ليس تنافراً وإنما هو التجاذب.
ولنعبر عن ذلك بلغة الحساب:
الموجب يمكن أن نعبر عنه ب ( +1 ). السالب هو (-1)وما بين قيمة +1 وقيمة -1 نجد أن القيمة مطلقة لا يمكن حسابها.فالقيم ذات الطاقة الموجبة وتلك ذات الطاقة السالبة لا تنتسب إلا إلى الإطلاق.
انظر إلى هذه التركيبة:
+ 1
- 1

ما فوق خط الاستواء يمكن أن يُحسب الكم العددي إلى أن تعجز عن العد.وينطبق ذلك على حساب الكم العددي ما تحت خط الاستواء.
وعليه فإن الكم ( +1 ) = الكم ( - 1)بحساب الكمية.

أما بحساب الكيفية فإن ( + 1 ) قيمة إيجابية خصائصها العطاء ويمكن أن يكون ذلك بلا حدود.أما ( - 1 ) فإنها قيمة سالبة خصائصها الأخذ في حدود الكم المعدود.
كذاك السماء قطب موجب
تشعُّ عطاء
كما الرجل يعطي ولا يستشير

والأرض قطب سالب كأنثى
تتوق عناق السماء و تأخذ كثير

وعلى هذا قُرر أن المرأة ناقصة عقل.فنقص عقلها معناه أنه القطب المعقول في مركّب الفطرة للعقل البشري.وهذا لا يعفيها أبداً من المساءلة والحساب يوم يقوم الحساب . لأنها ومع أنها ناقصة عقل إلا أنها مسئولة مسئولية فردية باعتبارها إنسان فرد كامل الأهلية.
{ ولا تزر وازرة وزر أخرى
وإن تدعُ مُثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
إنّما تنذر الّذين يخشون ربّهم بالغيب وأقاموا الصّلاة
ومن تزكّى فإنّما يتزكّى لنفسه
وإلى الله المصير }
[18 فاطر]
{ الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين }
[2 النور] .
{*}
{ والسارق والسارقة
فأقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله
والله عزيز حكيم }
[38 المائدة]
هذا عن نقص عقل المرأة، فماذا عن نقص دينها؟
أولاً يجب أن ننتبه إلى فحوى النص الشريف ( المرأة ناقصة عقل ودين ).
هذا القول قول عام ينطبق على أي امرأة من نساء العالمين، بصرف النظر عن ملتها أو عقيدتها. فهو عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم يخص المرأة المسلمة وإنما وكأنه قال أن أي امرأة هي ناقصة عقل ودين.وهذا ينطبق على قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة )
وفي رواية أخرى: ( لعن الله قوماً ولوا أمرهم امرأة )
كما وينطبق أيضاً على قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( معظم أهل النار من النساء )
لعن {الله} قوماً ولوا أمرهم امرأة

ولاية الأمر بفطرت الخلق تقتضي الإيجاب
الرجل طاقة موجبة كثير العطاء
والإيثار حاجب ٌ بالباب
المرأة طاقة سالبة
لا تمل الأخذ ولا تهتم بالأسباب

لولا المرأة أحبها الرجل
لما جُعل الخطأ وسيلة الصواب

والقاسم المشترك الأعظم
غفرانٌ مضمونٌ يخلب الألباب

المرأة ربة الدار تسأل كثيراً
والجواب لها انجذاب

والرجل رب الأسرة هو القلم
لكل سؤالٍ لا يحير جواب

وعليه فإن المراد من نقص الدين ليس على التحقيق هو أنها لا تؤدي فرض عبادتها على الوجه المقرر.ويكون هذا صحيحاً إن تذكرنا أنها قد خلقت على هذا الوضع الحياتي الفطري. إذن :
1-ما هو الدين الذي ينقص عند المرأة؟
2-لماذا أن المرأة لا تكون رئيساً يتولى زمام الأمر ؟
3-لماذا أن معظم أهل النار من النساء؟
الدين هو الانفعال بالمقتضيات الإيجابية للعقل من أجل تحقيق توازن النفس البشرية. وقد صاحب فرض التدين بروز العقل.فالدين مرتبط بالعقل ولاحق له. ولا يُكلّف ديناً من لا عقل له.
الدين كما بيّنه النبي محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكما سبق أن قام بتبيينه الرسل الكرام عليهم السلام منذ بداية خلافة البشر على الأرض، قال عنه سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
(الدين المعاملة. الدين حسن الخلق
وحسن الخلق هو خلق {الله} الأعظم)
وعليه فإن نقص الدين عند المرأة هو بسبيل من نقص عقلها.وكما ذُكر أعلاه فإن هذا النقص ما هو إلا انعكاس فطرت خلق المرأة بجعلها قطباً بطاقة سالبة.
ولما أن كان الخطاب للتفهيم تنزّل على قدر وسع عقول المخاطبين ،فإن التكليف قد جاء به الأمر على وسع طاقة النفس على التدين.
{ لا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}
[286 البقرة]
ولعل أن فيما تم جلاءه أعلاه الإجابة علي السؤالين رقم -2- ورقم -3-السابق ذكرهم أعلاه.


الحجاب
مطلوب من الرجل والمرأة على حدٍ سواء
وما نعنيه بالحجاب ليس ما يدل عليه عكس السفور. كما هو ليس ما يدل عليه عدم الاختلاط. وإنما نعني بالحجاب ما ورد في هذه الآيات الكريمة:
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون *
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن
ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
و ليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا
لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن
أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن
أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال
أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء
ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن
و توبوا إلى الله جميعا أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون }
[ 31 النور]
الحجاب الذي نعنيه، والذي أوضحته هذه الآيات البينات، هو الحجاب المفروض على الرجال كما هو مفروض على النساء بحد سواء. وذلكم هو غض البصر وحفظ الفرج. هذا الحجاب المفروض على الناس من ذكر وأنثى، مفروض على مجتمع مفتوح. مجتمع مختلط. النساء لسن بمعزولات عن الرجال. والاختلاط موزون بقوانين حكيمة.
{ ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها }:
إن الذي يظهر من زينة المرأة، والذي تنص الآية الكريمة علي وجوب عدم إخفائه هو الوجه والكفين.
و إلا فمم مطلوب من الرجل أن يغض بصره ؟ إن كانت المرأة مغطاة تماماً !.
وعلى أي حال؛ فإن غض البصر المطلوب من الرجال كما هو مطلوب من النساء ليس عن رؤية أحدهما لوجه الآخر فحسب، وإنما مطلوب غض البصر عن كل مما من شأنه أن يتسبب في إغلاق الدائرة الحياتية بالتماس قطب موجب بقطب سالب على غير حق، فيكون ذلك متسبباً في الإخلال بالتوازن الجسدي والنفسي والفكري للطرف الذي لم يغض بصره.
وهذا الحجاب يعتبر على رأس قائمة وسائل تحقيق التقوى :
{ يا أيها الناس
إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }
[13 الحجرات]
{ لتعارفوا }:
فكيف ب{الله} عليكم أن يتم هذا التعارف والناس محجوب بعضهم عن بعض !؟
والتقوى في حدها الأدنى تعني التشرع ، أي العمل بالشريعة في مستوييها عبادة ومعاملة . والتقوى في قمتها تعني الاستقامة. و هي الحياة الموزونة بلا إفراط ولا تفريط.
أما ما ورد في قوله تبارك وتعالى:
{ وليضربن بخمرهن على جيوبهن }
فهذا ليس هو الحجاب. ما هذا إلا الطريقة العلمية الصحيحة للمحافظة على جسد المرأة. و على التحقيق، ليس من عين الرجل وإنما من أشعة الشمس ولرب قائل: فما الفرق بين جسد المرأة وجسد الرجل؟
و الإجابة لا تحتاج لكثير عناء. فالذكر والأنثى قطبان لوحدة تمثيل الحياة. الذكر هو القطب الموجب. والأنثى هي القطب السالب. وهما الذين يفجّران الحياة نتيجة اللقاء بينهما بالتزاوج.
خصائص قطب الذكر الموجب هي أنه القطب الأعلى بطاقة فاعلة ( مندفعة ). أما قطب الأنثى السالب فهو القطب الأدنى بطاقة منفعلة ( جاذبة ). الذكر يمثل السماء بما فيها من شحنات الطاقة الموجبة وأقربها الشمس. أما الأنثى فتمثل الأرض بما فيها من شحنة الطاقة السالبة. و بما أن من خصائص الطاقة السالبة هي أنها جاذبة، فجسد المرأة قابل للتفاعل مع أشعة الشمس سبعة أضعاف قابلية جسد الرجل للتفاعل مع أشعة الشمس.
يا معشر النساء فلتعلمن بأن تغطية أجسادكن فيه وجاء لكن ووقاية من شر أمراض تسببها أشعة الشمس. وليس ذلك تخلفاً أو جهلاً أو رجعية، وإنما هي العلمانية الحقيقية وهي رحمانية الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء.

خاتمة
يا أيّها الناس، أعلموا بأن الرجال والنساء اليوم مستعبدون لغير {الله}في الأرض.هم جميعاً يعبدون حاجتهم الحياتية الملحة.
حاجة الرجال التي يعبدون هي ما خلّفه الإرث الشنيع من دولة الرجال.وهو القوة الغشيمة من الجاه والسلطان والمال.
أما حاجة النساء التي يعبدنها فهي إنسانيتهن التي وطأتها سنابك خيل أطماع الرجال عبر الزمن.إنسانيتهن التي ضاعت تحت ركام رغبات وشهوات الأسياد من الرجال.
و لقد اتخذ كل فريق منهم أساليب وصور متعددة لممارسة طقوس عبادتهم.
الرجال اعتمدوا الغش والتزوير والرشوة والاختلاس والنهب المسلح في بعض الأحيان.
أما النساء وهن المستضعفات، فقد اعتمدن الأساليب المتعلقة بالأنوثة التي يعرفن تماماً بأنها فعّالة تجاه الأعداء المغتصبين لحقوقهن من الرجال.
الناس جميعهم رجالهم والنساء منهم، اليوم ضائعون مشردون في تيه مفترق الطرق.يسيرون في الفجاج تائهون عطشى جائعون يمتطون صهوات الوهم والظن، غافلون عن أن الخير العميم محمولٌ على ظهورهم.
قد تاهوا عن مطلبهم الحق وهو وجه {الله} الرزّاق ذو القوة المتين.فما هو وجه {الله} الذي تهنا عنه جميعنا؟
من أجل ذلك تيسر لنا بفضلٍ من {الله}أن نقدم بين يدي الإنسان المعاصر سلسلة لسان العصر.نرجو لها أن تكون بارقة أمل الخلاص واستعادة كرامة الإنسان التي حجبتها سحب الغفلة والجهل.
وعن وجه {الله} الذي تهنا عنه، ورد في كتابنا ( الهجرة من المنقول إلى المعقول ) تحت عنوان ( بحور أبعاد الحياة السبعة)الآتي:
وجه {الله}
وللإجابة على هذا السؤال نفتح صفحة خريطة سير الخير وسير الشر بكتاب اليومية المرقوم العام.وقد أسميناه(كتاب يومية ) تجاوزًا وذلك لتسهيل التوضيح .
و الحق أنه كتاب الساعة في أدقّ ما يمكن تصوره لزمن الساعة.
و لعل أن معظمنا يعرف ما هو دفتر اليومية المستخدم في المؤسسات المالية.إن أقرب مثل يمكن أن نسوقه لبيان كيفية وطريقة العمل بدفتر اليومية هو ما كان يستخدم في المؤسسات البنكية.
كانت البنوك وإلى عهد ليس ببعيد تسجل الحركة اليومية بدفتر يتم ضبط حسابه يدوياً في آخر النهار يومياً ولا يؤجل هذا الضبط أبداً إلى يوم الغد.ولا يبرح الموظفون مكاتبهم إلا بعد أن تتم تسوية حسابات العملاء تماما مهما استغرق ذلك من وقت.
كان هذا فيما مضى، أما الآن فالحواسب الآلية ( الكومبيوتر)مكنت من تسوية الحسابات حال إدخال الحركة المالية.بمعنى أنه يمكن للعميل الذي أودع مبلغاً من المال في حسابه بالبنك في الساعة العاشرة صباحاً ( مثلاً)أن يقوم بسحبه بعد دقيقة واحدة.أكثر من ذلك أن الكومبيوتر مكّن البنك من معرفة النتائج النهائية للنشاط المالي في نفس اليوم.
هذا عن دفتر يومية المؤسسات المالية الذي يحكمه الإنسان.
أما الكتاب المرقوم الذي يجري عليه حساب الخير وحساب الشر فإن التسجيل عليه يتم وفق معادلات حسابية محكمة حكيمة بيانها كما يلي:-
{ 1 }
{ مّن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها
وما ربّك بظلاّم للعبيد }
[46 فصّلت]

{ 2 }
{ فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره }
[8 الزّلزلة]
{ 3 }
{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يُجزى إلاّ مثلها
وهم لا يُظلمون }
[160 الأنعام]
{ 4 }
{ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل
إن الحسنات يذهبن السّيّئات
ذلك ذكرى للذاكرين }
[114 هود]


{ 5 }
{ مّثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم }
[261 البقرة]

{ 6 }
{ فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً
قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله
إن الله يرزق من يشاء بغير حساب }
[37 آل عمران]



ولعله واضح بأن هذه المعادلات:
لها: بسط + { إيجابي }
ولها مقام – { سالب }
[ هذا بلغة الحساب الصرفة ]
قانون التطبيق في البسط الإيجابي هو:
أن القيمة الواحدة من الخير تساوي عشرة.
وقد تساوي سبعمائة.
وقد تساوي قدراً بغير حساب.
قانون التطبيق في المقام السالب هو:
القيمة الواحدة من الشر تساوي واحدة مثلها فقط.
و لعل أروع ما في أمر هذه المعادلات أن البسط الإيجابي يمكن أن يكون مجرد نيّة طيبة. وأروع ما في الأمر كله في مجمله أن التسوية تتم في التو واللحظة الحاضرة.( اللحظة الحاضرة التي تدقّ حتى توشك أن تخرج من حساب الزمن )
قال الحكيم المتعال :
{ فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره }
[ 8 الزلزلة ]

فمتى يره ؟!
يرهُ في التو واللحظة.ولا يؤجل إطلاقاً ولا حتى إلى اللحظة التالية.
وإلى ذلك أشار الحديث الشريف قائلاً : ( أعط الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه )
هذا العمل وهذا الحساب الذي هو في غاية الدقة { لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}يتم تنفيذه داخل الكومبيوتر الرباني العظيم ألا وهو جسد الإنسان.جسد الإنسان بجميع ما يحتوي عليه من أجهزة تم تصميمها بدقة هي غاية في الإبداع المعجز.
أجهزة بمقدرة حسابية عالية تتخطى تقدير قيمة العمل المادي الملموس إلى تقدير قيمة النوايا التي لا يعلمها إلا {الله}الذي:
{ يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصّدور}
[ 19 غافر ]
هذا هو قانون العدل الإلهي الذي يقوم على المحبة المطلقة. و هو الذي قام به وعليه الأمر من الواحد الأحد الصمد الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
النتيجة الحتمية عند حل جميع المعادلات المقضية والمقدرة وفق هذا القانون وفي جميع الأحوال تكون نتيجة بقيمة إيجابية من الخير. وهذا معنى في قمة معاني الآية الكريمة:
{ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }
[27 الرحمن ]
وهنا يمكن مقاربة الوصول لجواب السؤال السابق. فوجه {الله} تبارك وتعالى هو هذا الخير المطلق الذي لا يفنى.هو هذا الحب الذي لا يعيقه عزل ولا كدر .هو هذا الجمال الذي يسمو فوق جميع الصور.هو هذه الرحمة التي تنضح مغفرة وأبوابها مفتوحة على الإطلاق.
(انتهى)


خاتمة الخاتمة
أما بعد،
فنحن نحمد {الله} حمداً كثيراً طيّباً مباركاً، أن هيأ لنا هذا الفتح المبين، و أفاء علينا من بركات محبة نبيّه الكريم محمد بن عبد {الله} عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأطيب السلام.
هذه المحبة التي نرجو أن تكون صادقة خالصة لوجه {الله}.
و إن لم تكن كذلك فنحن الفقراء المتطفلون عليها.وليس التطفل عيباً في شرع المحبين.
و لعل أنه من المستحسن أن نختتم هذا الكتاب ببعض ما جاء عن حقوق المرأة في كتابنا
( السودان الفن والسلام )




حقوق المرأة

(الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق)
قالها الشاعر الواعي قديماً فما أثار انتباهاً لبؤرة الأحداق

الأم هي الحقيقة نبع الحياة جميعها
منها الحقوق انبثقت عمّت الآفاق

من بين فِرسٍ ودمٍ استحلبت
لبنات دار العدل عليها نصبت ميزاناً لإحقاق


أنت من ومهما كنت ليس في إمكانك
أن توفيها بعض ما لها عندك استحقاق

فلا تتطاول عليها امرأة هي أمك و زوجك وأختك
فمكانها منك في الأحداق

فلنجتهد كلنا جمعاً وتفريقاً لرد حقوقها
فمكانها فوق الرؤوس تاجاً من الزمرّد البراق

ولتعلم أيها الإنسان
أنها هي من ترسل البراق إلى العقول
تشحذها لتحقيق السلام على الوفاق
وأعلم بأن الفصال ما جُعل في عامين
إلا لتكمل النفخ من روحها فيه تدرأ عنه الشقاق

لذلك الحياةُ حقٌّ أساسيٌ
عليه أجمعت الشرائع كلها بفطرتٍ لا اختلاق

كما وأن الحياة حقاً أساسياً
لإنسانٍ جاء من امرأة هي حقيقة الإطلاق
* * * * * * *
كما نرى أنه من الواجب تبشير المرأة بما سيئول عليه الحال حال نشأة دولة السلام الثانية المنتظر ظهورها بأقرب مما نتوقع. ونورد فيم يلي ما جاء عنها في كتابنا ( السودان الفن والسلام)

دولة السلام الثانية
دولة السلام الثانية تقوم على حريّة العقيدة.الناس فيها أحرارٌ.كل فرد منهم مسئول مسئولية فردية عن تصرفاته الاجتماعية.أما تصرفاته الشخصية فلا أحد من الناس مهما بلغ من مكانة علمية أو أخلاقية يملك الحق في مساءلته عنها ما لم تتعداه إلى غيره.فهو يملك ناصية معتقداته الذاتية ويملك أيضاً كل مساحة تصرفاته الشخصية داخل حرم بيته الخاص.
في دولة السلام الثانية القائمة على مبدأ { لا إكراه في الدين }و ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)فإن كرامة الفرد ونيل حقوقه الإنسانية كاملة لا تقوم ولا تعتمد على كونه مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً وإنما تقوم على كونه تقيّاً يحسن التصرف وفق موازين الحق والعدل في معاملته لأخيه الإنسان.وذلك لأن دين دولة السلام الثانية هو كما وصفه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :

( الدين المعاملة) (الدين حسن الخلق)

الشاهد أن الناس في هذه الدولة المرتقبة لا يُؤخذوا بمعتقداتهم وأفكارهم مهما رآه الغير متطرّفة ،وإنما يُؤخذ الناس بتصرفاتهم تجاه الغير.وكما تدين تُدان.و لعل أن إيراد بعض آي الذكر الحكيم هنا يجلي الأمر ويزيده وضوحاً حتى يستيقن الناس بأن حرية وكرامة الإنسان هما غاية ومبتغى الإرادة الإلهية الحكيمة:

{فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتّبعنِ
وقل للذين أوتوا الكتاب والأمّيّن ءأسلمتم
فإن أسلموا فقد اهتدوا وّإن تولّوا فإنـّما عليك البلاغ
والله بصير بالعباد}
[20 آل عمران]
{ ليس لك من الأمر شيء
أو يتوب عليهم أو يُعذّبهم فإنهم ظالمون*
ولله ما في السماوات وما في الأرض
يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء
والله غفور رحيم}
[129 آل عمران]

{أرأيت من اتّخذ إلهه هواهـ أفأنت تكون عليه وكيلا}
[43 الفرقان]

{ أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة
فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون}
[23الجاثية]



{ يا أيّها الناس إنّا خلقناكم مّن ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا
إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم
إنّ الله عليم خبير }
[13 الحجرات]
{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم
خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا
أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب}
[199 آل عمران]
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابئون والنّصارى
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً
فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}
[69 المائدة]
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون*
وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرّسول
ترى أعينهم تفيض من الدّمع مما عرفوا من الحق
يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين*
وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق
ونطمع أن يدخلنا ربّنا مع القوم الصالحين*
فأثابهم الله بما قالوا
جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
وذلك جزاء المحسنين}
[85 المائدة]

من الحبيب الصلاة والسلام عليه محمد
إلى الراضي المرضي المكرّم علي
كانت الدولة الأولى
سادت ثم دالت عند مبتدأ الختام

كانت مؤسسة بحكم الوقت
على قدر سعة العقل في عصر جهل تام

سعة عقل اليوم تبلورت
على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان
فُتقت الذرة في آخره لسان هذا العصر
ما خطر على قلب السلف ولا رأوه في الأحلام
تلك كانت دولة مبتدأ الختام أسسها الرسول محمد
عليه الصلاة والسلام خاتم أنبياء {الله} الكرام
الدولة الثانية القادمة سيكون رسولها أحمد
وهو هو محمد عليهم أفضل الصلاة وأتم السلام

يعود الصلاة والسلام عليه محمد مبعوثاً
على المقام المحمود واسمه أحمد خاتم الرسل
عليهم أتم الصلاة وأزكى السلام

كلا الدولتين الأولى والثانية
تقوم على قوانين تنظم حياة أناسٍ على جاهلية
فتُبدي النور ليبدد ظلام
الجاهلية الأولى دولة الرجل ضرغاماً
قتل الضعاف سبى النساء اتخذ من الناس عبيداً
ودفن البنت من ظهره وهي حيّة خوف العار
وما كانت الحيلة إلا سيفاً ورمحاً ونبلاً
وخيلاً تصول تجول لتحقيق المرام

والثانية ما نحن عليه اليوم معاصر الحال شبيه بحال الأولى
استُبدِل فيه السيف بمدفع والخيل بفانتوم
وهضم القويّ حقوق الضعاف ومنع للآخر كلام

واتُخذت المرأة وسيلة لعبٍ ولهو
وزينة واجهات وأسباب الغنى للرجال
برغم ما صار لها مقاماً تحقق لتصبح قاضية
تصدر على خطاة الرجال من القانون أحكام

الدولة الأولى استأصلت الشر بقطع الرقاب
لينمو الخير ويتحقق بين الناس السلام

الدولة الثانية تجيء لتستأصل الشر من قعر العقول بخيط شعاع الليزر
صولجان سلطان العلم لتفكك عقداً بنفوس البشر
طال عليها الأمد حبيسة وهمٍ بأن العقل الآن كما كان عليه
حين كان الرجال كالأغنام تُسام


في دولة البعث الثاني
الناس كل الناس أشراك في خيرات {الله}على الأرض
{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً
فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}
[ 15 الملك]

والقانون الحاكم العادل
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
وتلك لعمري شراكة إخوان على سرر متقابلين
بينهم المودة تحت سماء السلام
الحكم في دولة السلام التي أشرفت
لدستورٍ يحصحص الحق
يساوي الناس في الحق والواجب
والتفضيل بين الخلق للتقوى
وهي استواء على استقامة خُلُقٍ بلا انقسام

شعار الدولة الثانية القادمة أن لا إكراه في الدين
ليتحرر الناس من إرهاب الوصاية
ويحمل كل إنسانٍ طائره في عنقه
فالمسئولية فردية
و ذاك كفيلٌ بأن بين الناس يفشي السلام

قد قيل لسيد الأنام
{ إنك لا تهدي من أحببت
ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}
[56 القصص]
وعليه فطلب الهداية مجهودٌ فرديٌّ يدعمه الرب
{إن هو إلا ذكرٌ للعالمين*
لمن شاء منكم أن يستقيم *
وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين }
[ 29 التكوير ]
أما تنظيم التعامل بين الناس
فيسدده قانونٌ دستوريٌ يرسّخ حب الخير للآخر
ليكون الحق والعدل للأمن إمام
توقيت قيام الدولة الثانية هو وقت قيام الساعة
وذلك حين يكتمل قمر الثلة الآخرة
فيضيء الأرض من على جانبيها
فتفنى الظلال ويبقى الضياء شريعة كل الأنام

وما أدراك ما الساعة
هي من أمر الرب لمن شاء يبديها
ومن تعمّت عنه تأتي بغتة فتخرس ألسن
وتجعل أخرى بالعلم مضيئة حين تبدأ كلام
الساعة في أحد معانيها نفسٌ أدبها الرب ظاهراً وباطنا
تقول بما تعلم والفعل كالقول تستقيم على الجادة بلا انقسام
الساعة نفسٌ وُزنت على الاستقامة
ظاهرها باطن والباطن قلبٌ بالحقيقة ينبض
بين الناس تمشي تفوح عطراً تشيع الأمن وترسي السلام
الساعة تظهر بعد ليلٍ بهيمٍ فيه اختلّت موازين القيم
واحتراب الناس على لا شيء يسوى
واهتزت الأرض بالزلازل تترى
وسونامي طغى فأهلك الزرع والضرع
واحتباسٌ حراري قدّ قميص الأرض من قُبُلٍ فأشاع الرزيلة
وما عادت عينٌ يؤرّقها الحرام

الساعة نفسٌ أدبها الرب فجُعِلت مقاماً محموداً تفرّد
صاحبه أحمد الصلاة والسلام عليه يجيء يُكمّل رسالة
على الأرض نبتت وسقتها السماء بصرف المدام
وبعد فهذا قليلٌ تأتّى من كثيرٍ حجبته أوهام العقول
ولا نجاة إلا عند عقل توقف بغير لجام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأة رفيق درب وليست تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب المغرب :: منتديات شؤون حواء :: قضايا حواء-
انتقل الى: